الفهرس 
مصداقية مواقع التواصل الاجتماعي في إطار الاعتماد عليها بوصفها وسيلة من وسائل الإعلاميوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 283 |  |  |
| | | from | 283 | | |
المستخلص
مشكلة الدراسة :
تمتلك النخبة الإعلامية– من أكاديمين وممارسين للعمل الإعلامي في مجالاته المختلفة – القدرة على التعبير عن أرائها، والتحري عن المصادر القيمة للحصول على المعلومات الدقيقة الصحيحة، وزيادة وعيها السياسي بمناقشة الموضوعات السياسية وممارسة أنشطة متنوعة تتحكم في رأيها في الوضع السياسي للبلاد كأي مواطن عادي، لكن تزيد مواقع النخبة من تأثيرهم بشكل يفوق دور أي مواطن عادي في المجتمع لما يتمتعون به من تأثير على مختلف قطاعات المجتمع ومراكز صناعة القرار في الدولة بحكم ما يشغلونه من مناصب على المستوى الأكاديمي، وعلى مستوى مزاولة العمل الإعلامي.
واستناداً إلى ما سبق، فإن مشكلة هذه الدراسة تتحدد في التعرف على العوامل التي يتحدد بناءً عليها تصديق النخبة الإعلامية للمعلومات السياسية التي تعرضها صفحات المؤسسات الإعلامية من محطات إذاعية وتلفزيونية وصحف على مواقع التواصل الاجتماعي، ومدى اعتمادهم عليها كمصدر للمعلومات السياسية واتجاهاتهم نحوها.
أهمية الدراسة :
تتمثل أهمية الدراسة في تركيزها على دراسة اتجاهات النخبة الإعلامية وآرائهم في الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي ومدي مصداقيتها، حيث اهتمت هذه الدراسة بما يأتي:
1- بحث مصداقية المضمون الخبري في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن أغلب الدراسات المتخصصة التي تناولت المواقع الاجتماعية كانت تتعرض بصورة أساسية لأنماط التعرض ودوافع الاستخدام أو أهميتها في المشاركة السياسية.
2- تُعد الدراسة مؤشرًا لمصداقية وسائل الإعلام الجديدة، في ظل تزايد دورها، وبخاصة الدور الإخباري في إدارة العديد من الصراعات والأزمات التي يمر بها العالم بصفة عامة، والمنطقة العربية بصفة خاصة.
3- بحث درجة اعتماد النخبة الإعلامية المصرية على المضامين الإخبارية التي تعرضها الصفحات الإخبارية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ومدى مصداقية تلك المضامين المقدمة .
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة بشكل عام إلى التعرف على مدى مصداقية المعلومات التي تقدمها الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، واتجاهات النخبة نحوها ومدى اعتمادها على هذه المواقع، ويندرج تحت هذا الهدف مجموعة من الأهداف الفرعية منها:
1- التعرف على العناصر المكونة لمفهوم المصداقية في الأخبار المقدمة على الصفحات الإخبارية من وجهة نظر النخبة الإعلامية .
2- قياس معدل تعرض النخبة الإعلامية - عينة الدراسة - للصفحات الإخبارية، ومدى الاعتماد عليها .
3- تقييم مدى التزام الصفحات الإخبارية بالمعايير المهنية في تغطيتها للأحداث السياسية الجارية وتطوراتها .
4- رصد نقاط القوة والضعف في أداء الصفحات الاخبارية، ومقترحات نخبة الإعلاميين لتطوير الأداء الاخباري بها .
الإطار النظري:
يتضح من أهمية الدراسة وأهدافها أنها تنصب مباشرة على اعتماد الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفها وسيلة الإعلام الجديدة، ومدى مصداقيتها، ولهذا كان أمرًا أساسيًا أن تعتمد الدراسة في شقها النظري على نظريتين؛ الأولى ”الاعتماد على وسائل الإعلام”، للإلمام بطبيعة العلاقة بين الجمهور ومواقع التواصل الاجتماعي، والثاني ”النموذج البنائي للمصداقية” للتأصيل لموضوع الدراسة وفهم المصداقية وأبعادها وكيفية تقييمها.
نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام:
تتخذ الباحثة من مدخل (الاعتماد على وسائل الإعلام) إطارًا نظريًا للدراسة، حيث تركز النظرية على الوسيلة ودرجة أهميتها لدى الفرد بوصفها مصدرًا لاستقاء معلوماته، والتي أظهرت أنه كلما زاد اعتماد الأفراد على وسائل الإعلام في اسـتقاء المعلومـات زادت التأثيرات المعرفية والوجدانية والسلوكية لتلك الوسائل على هؤلاء الأفراد.
النموذج البنائي للمصداقية :
كما تتخذ الباحثة من (النموذج البنائي للمصداقية) إطارًا نظريًا للدراسة، حيث إن مصداقية الأخبار طالما كانت موضوعًا للبحث العلمي، فهي شرطًا أساسيًا يجب أن تقدمه وسائل الإعلام للمتلقي الذي يتوقع أن يجد كل ما يريد أن يعرفه من الحقائق وكل التفاصيل التي تهمه، وبالقدر الذي يتوقعه، دون فرض لاهتمامات معينة أو إهمال وإغفال لجزئيات، ودون خلط للحقائق، لكن تقييم كل منهم لمدى مصداقيتها يختلف من شخص لآخر بحسب احتياجاته وافتراضاته واشباعاته فهي مسألة فردية لا يمكن تحديدها أو تأكيدها بشكل قطعي .
الإجراءات المنهجية :
نوع الدراسة :
تنتمي هذه الدراسة للدراسات الوصفية؛ حيث استهدفت الدراسة قياس مدى مصداقية الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة مدى التزامها بمعايير المهنية والموضوعية، ورأي النخبة الإعلامية فيها، حيث استهدفت رصد ومتابعة دقيقة لظاهرة أو حدث ما في فترة زمنية محددة، ودراسة جمهور لمعرفة حاجاته ودوافعه، وأنماطه السلوكية، ثم تحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها، للوصول إلى إصدار تعميمات بشأن الموقف أو الظاهرة التي يتم دراستها، من خلال التعرف الدقيق على الوضع الحالي .
منهج الدراسة :
أما المنهج الذي تم الاعتماد عليه هو منهج المسح Survey Method، للوصول إلى بيانات يمكن تصنيفها وتفسيرها وتعميمها من خلال التحليل الاحصائي لعدد من المتغيرات، وبتطبيق هذا المنهج توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج حول الموضوع محل الدراسة، ومجموعة أخرى من التوصيات مبنية على تلك النتائج.
عينة الدراسة التحليلية:
طبقت الباحثة الدراسة التحليلية على عينة عمدية قوامها أربع صفحات إخبارية سياسية على موقع فيسبوك في الفترة من 1 يناير 2015 وحتى 31 أغسطس 2015، وذلك لمدة شهر.
والصفحات الأربع التي خضعت للدراسة، هي :
1- https://www.facebook.com/aljazeerachannel
2- https://ar-ar.facebook.com/RassdNewsN/
3- https://www.facebook.com/Youm
4- https://ar-ar.facebook.com/radiomasronline88.7/
عينة الدراسة الميدانية:
اعتمدت الباحثة على أسلوب العينة العمدية Purposive Sample ( عينة احتمالية )؛ حيث يقوم هذا الأسلوب على اختيار الأفراد الذين يتعرضون للمضامين التي تناولتها الدراسة، وتم تطبيق الدراسة الميدانية على عينة عمدية قوامها 80 مفردة من النخبة الإعلامية، وزعت العينة بالتساوي بين النخبة الأكاديمية والممارسة للعمل الإعلامي في جهات خاصة وحكومية.
أدوات جمع البيانات :
تم تجميع بيانات الدراسة من خلال ثلاث أدوات بحثية على النحو التالي :
1- أداة تحليل المضمون content analysis
2- أداة الاستبيان questionnaire
3- أداة المقابلة المتعمقة In-depth interviews
نتائج الدراسة:
وتوصلت الدراسة الحالية من خلال الإجابة على تساؤلات الدراسة بشقيها الكمي والكيفي، والتحقق من فروضها في ضوء الإطار النظري للدراسة إلى مجموعة من النتائج من أبرزها:
1- أن أبرز معايير المصداقية المتعلقة بالصفحة الإخبارية، والخاصة بالمسئولية الفكرية للصفحة، (وضوح هوية المسئول عن مصدر المعلومات)، (توفر معلومات تعريفية بالمسئول عن مصدر المعلومات)، بنسب (49.69%)، (28.72%)، على التوالي وفقًا لإجمالي عينة الدراسة، بينما ظهرت أقل المعايير (إمكانية الاتصال بالمسئول عن مصدر المعلومات)، بنسبة (21.59%) .
2- وظهرت أبرز معايير المصداقية المتعلقة بمحتوى الخبر ودقته، (وضوح نوع الخبر)، (وضوح الهدف من الخبر)، بنسب (23.73%)، (23.72%)، على التوالي وفقًا لإجمالي عينة الدراسة، بينما ظهرت أقل المعايير (وضوح مصدر الخبر)، بنسبة (9.47%) .
3- كما اتضح أن أكثر معايير مصداقية محتوى الخبر، والمتعلقة بموضوعية وحيادية تناول الحدث، أظهرت أن اتجاه تغطية الخبر بشكل (المحايد)، (المعارض)، جاءوا بنسب (82.89%)، (11.15%)، على التوالي وفقًا لإجمالي عينة الدراسة.
4- وأظهرت النتائج حداثة المضامين الإخبارية التي تعرضها الصفحات الإخبارية محل الدراسة حيث ظهرت معايير مصداقية محتوى الخبر والمتعلقة بالحداثة بأن نشر (خبر حديث)، جاء بنسبة (85.02%)، وفقًا لإجمالي عينة الدراسة، بينما ظهر (خبر متابعة)، جاء بنسبة (14.98%)، وفقًا لإجمالي عينة الدراسة.
5- كما تناولت النتائج معايير المصداقية المتعلقة بشكل الخبر كاستخدام وسائل الايضاح، والتي أفادت بأن أكثر وسائل الايضاح كان (صورة من الحدث)، (فيديو حدث)، (صورة شخصية)، (فيديو تقرير)، (صور وعليها كلمات)، بنسب (15.12%)، (10.78%)، (9.08%)، (7.55%)، (4.10%)، على التوالي وفقًا لإجمالي عينة الدراسة، وان أقل وسائل الايضاح (صورة خريطة)، (فيديو كليب)، (فيديو جرافيك)، بنسبة (0.08%)، (0.08%)، (0.05%).
6- وأظهرت الدراسة أن درجة ثقة النخبة عينة الدراسة وفقًا لعبارة في الأخبار الموجودة على Facebook أشارت بالاتجاه ”المتوسط”، هذا وقد بلغ المتوسط الحسابي (1.80) بانحراف معياري (0.46)، حيث بلغت نسبة (الثقة المتوسطة) (75%)، فى حين بلغ (الثقة الكبيرة) نسبة (2.5%)، وأخيرا (الثقة الضعيفة)، نسبة (22.5%)، وفقًا لردود عينة الدراسة.
7- كما أوضحت الدراسة وجود علاقة ايجابية ذات دلالة إحصائية بين درجة الاعتماد على الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي ودرجة مصداقيتها، حيث بلغ معامل الارتباط (513.) بمستوى معنوية أقل من (0.01).
8- كما توجد علاقة ايجابية ذات دلالة إحصائية بين ” درجة الاعتماد على الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي وإجمالي الممارسات على الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي ” ، حيث بلغ معامل الارتباط (612.) بمستوى معنوية أقل من (0.01).
9- ولم تتضح فروق ذات دلالة إحصائية بين خصائص المبحوثين الديموجرافية (النوع، السن، الخبرة، المؤسسة) فيما يتعلق بمصداقية الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي.
10- وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين خصائص عينة الدراسة ( الممارسين والأكاديميين) فيما يتعلق بمصداقية الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي.