الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لاشك أن المفكر أي كان لونه هو ابن بيئته، يتأثر بأحداثها، ويتألم بألامها، ويسعد باستقرارها، ومن ثم يأتي فكره في كل الأحوال متلون بلون حال بيئته. ولم يكن مفكرنا جلال الدين الرومي اشتثناءً من تلك القاعدة، بل عاش الرومي وأسرته هذه الظروف والأحوال وأسهم فيها بفكره. فعلى الرغم من أن النزعة الصوفية في جوانبها تميل إلى الانعزال، إلا أن مفكرنا شارك في أحداث بيئته، وساهم في توعية الناس، بالدروس والخطب واللقاءات.ولم يكتف مفكرنا بذلك بل ألف الكثير من المؤلفات المتنوعة بما في ذلك الشعر والنثر والتي كان يريد من خلالها أن يوضح أفكاره.ورغم الظروف التاريخية البائسة التي عاشتها المجتمعات الإسلامية نتيجة للخلافات الداخلية وللغزو المغولي الخارجي، إلا أن الرومي لم يكن يهرب من أسئلة الناس ومن الموضوعات التي كانت مطروحة في الأوساط الكلامية والفلسفية، فحاول أن يدلو بدلوه فيها.ولكن الرومي وقد ارتضى لنفسه طريق التصوف ومنهجه، فهل مثل هذا المنهج يصلح لتناول مثل هذه الموضوعات الكلامية والفلسفية. |