الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يشهد العالم المعاصر تطوراً سريعاً في كــافة الميادين المعرفية والتكنولوجية التي أثرت في جوانب الحياة كلها ، تلك التغيرات التي أفرزها التقدم العلمي والتكنولوجي فرضت على التربية الحديثــــة ضرورة الاهتمام ببـــناء شخــصية المتعلمين بصفة عــامة والمتفــوقين دراسيـــاً بصفة خاصة من جميع الجوانب ؛ المعرفية والوجدانية والنفس حركية ، لأنهم هم الذين يبنون مجتمعاتهم ويحققون لها التقدم والرقي . ويرى الباحث أن التربية منظومة شاملة تتناول شخصية المتعلم من جميع جوانبها النفسية والعقلية والوجدانية والاجتماعية ، وأسلوبه في الحياة وتعامله مع الآخرين ، ويعاني المتفوقون من بعض مهارات إدارة الذات ؛ كالتخطيط والثقة بالنفس وحل المشكلات ؛ فهم يعانون من التخطيط خاصة عند الخيارات المهنية والدراسية لأنهم يواجهون تلك الخيارات بشكل مبكر أكثر من الطلاب الآخرين ، كما أن التفكير الخاطئ يخلق اتجاهات سلبية لديهم تجاه ذاتهم وتجاه الآخرين ويشعرهم بعدم الثقة بأنفسهم وعدم مواجهة المشكلات ، ولا شك أن التفكير المنظومي السليم يعيد بناء المعلومات المتاحة بطريقة منظــومية متكـاملة تضمن تعلماً فعالاً يمتد أثره إلى حياة التلميذ العملية والاجتماعية ، لذا اهتم الباحث ببناء برنامج قائم على التفكير المنظومي (التحليل والتركيب والتقويم ) في تنمية إدارة الــذات بأبعادها (التخطيط – الثقة بالنفس– حل المشكلات) لدى التلاميذ المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية. مشكلة الدراسة : يمكن تحديد مشكلة الدراسة في الأسئلة التالية : 1- هل توجد فروق بين متوسطات درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية في القياس البعدي لأبعاد إدارة الذات (التخطيط – الثقة بالنفس – حل المشكلات – الدرجة الكلية ) لدى التلاميذ المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية ؟ 2- هل توجد فروق بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لأبعاد إدارة الذات (التخطيط – الثقة بالنفس – حل المشكلات – الدرجة الكلية ) لدى التلاميذ المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية ؟ 3- هل توجد فروق بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي لأبعاد إدارة الذات (التخطيط – الثقة بالنفس – حل المشكلات – الدرجة الكلية ) لدى التلاميذ المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية ؟ - أهداف الدراسة : تهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على فعالية برنامج قائم على التفكير المنظومي في تنمية إدارة الذات لدى التلاميذ المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية ، وذلك من خلال معرفة الفروق بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لأبعاد إدارة الذات (التخطيط – الثقة بالنفس – حل المشكلات – الدرجة الكلية ) ، والفروق بين القياسين القبلي والبعدي لدى المجموعة التجريبية في إدارة الذات ، والفروق بين القياسين البعدي والتتبعي لدى المجموعة التجريبية في إدارة الذات للتعرف على مدى بقاء أثر البرنامج في تنمية إدارة الذات . - أهمية الدراسة : تتضح أهمية الدراسة الحالية من خلال الجانبين التاليين : أ - الأهمية النظرية : تتحدد الأهمية النظرية للدراسة الحالية من خلال الجوانب التالية : 1- أنها استجابة للاتجاهات التربوية الحديثة في معرفة فعالية التفكير المنظومي لتنمية إدارة الذات لدى التلاميذ المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية منذ صغرهم . 2- تنبع الأهمية من العينة التي تناولتها الدراسة ، وهي عينة المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية بما يسهم في تنمية إدارتهم لذاتهم وتقدم المجتمع بإبداعاتهم . 3- أنها توجه اهتمام الباحثين في التربية وعلم النفس إلى مجال تنمية إدارة الذات لدى التلاميذ المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية من خلال البرنامج القائم على التفكير المنظومي ؛ فهذا المجال لم يحظ بالدراسة الكافية خاصةً في البيئة العربية - في حدود علم الباحث . ب - الأهمية التطبيقية : تتحدد الأهمية التطبيقية للدراسة الحالية من خلال الجوانب التالية : 1- إعداد برنامج قائم على التفكير المنظومي لتنمية إدارة الذات لدى المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية. 2- توفير أدوات بحثية من خلال تصميم برنامج للتفكير المنظومي بأبعاده (التحليل – التركيب- التقويم) ومقياس لإدارة الذات بأبعاده (التخطيط – الثقة بالنفس – حل المشكلات) وتقنين تلك الأدوات على عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية . 3- أنها تهتم بدراسة العلاقة بين التفكير المنظومي وتنمية إدارة الذات لدى المتفوقين دراسياً، فهذا المجال لم يحظ بالاهتمام المطلوب في البحوث التجريبية الأجنبية والعربية - في حدود علم الباحث - ومن هنا تكمن أهمية الدراسة الحالية لمخاطبة هذه الفجوة من خلال تركيز الدراسة على ما إذا كان التدريب على مهارات التفكير المنظومي ينمي إدارة الذات لدى المتفوقين دراسياً أم لا . فروض الدراسة : من خلال ما تم عرضه في الإطار النظري والدراسات السابقة يمكن صياغة عدة فروض للدراسة الحالية كإجابات محتملة لما أثير من تساؤلات في مشكلة الدراسة كما يلي : 1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لأبعاد مقياس إدارة الذات (التخطيط – الثقة بالنفس – حل المشكلات – الدرجة الكلية ) لدى التلاميذ المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية لصالح المجموعة التجريبية. 2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لأبعاد مقياس إدارة الذات (التخطيط – الثقة بالنفس – حل المشكلات – الدرجة الكلية ) لدى التلاميذ المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية لصالح القياس البعدي. 3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي لأبعاد مقياس إدارة الذات (التخطيط – الثقة بالنفس – حل المشكلات – الدرجة الكلية ) لدى التلاميذ المتفوقين دراسياً بالمرحلة الابتدائية . - منهج الدراسة : تم استخدام المنهج شبه التجريبي ؛ لملاءمته لطبيعة وأهداف الدراسة ، حيث تم الاعتماد على تصميم المجموعتين ؛ مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة ، والقياس القبلي والبعدي والتتبعي لمتغيرات الدراسة ؛ حيث يمثل المتغير المستقل (البرنامج التدريبي القائم على التفكير المنظومي) ، ويمثل المتغير التابع (إدارة الذات) . - عينة الدراسة : أ- عينة الدراسة الاستطلاعية : اشتملت عينة الدراسة الاستطلاعية على (40) تلميذاً وتلميذة بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة الشريف الابتدائية المشتركة بإدارة ببا التعليمية بمحافظة بني سويف (20 ذكوراً ، و 20 إناثاً ) من المتفوقين دراسياً ، ومتوسط أعمارهم (10.62) سنة ، وإنحراف معياري (2.13) ، وقد تم اختيارهم بنفس مواصفات ومعايير اختيار العينة الأساسية للدراسة وكان الهدف منها : . 1- التحقق من صدق وثبات الأدوات المستخدمة في الدراسة الحالية . 2- تحديد المشكلات التي قد يتم ملاحظتها عند تطبيق البرنامج التدريبي على أفراد العينة الاستطلاعية وذلك لتداركها ومعالجتها عند التطبيق على أفراد العينة الأساسية . ب - عينة الدراسة الأساسية : اشتملت عينة الدراسة الأساسية على (60) تلميذاً وتلميذة من المتفوقين دراسياً بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة الشريف الابتدائية المشتركة بإدارة ببا التعليمية بمحافظة بني سويف ، تم تقسيمهم إلى مجموعتين ؛ مجموعة تجريبية وعددها (30) تلميذاً وتلميذة (15 تلميذاً ، 15 تلميذة) تعرضوا للبرنامج التدريبي ، ومتوسط أعمارهم (10.62) سنة ، وإنحراف معياري (2.13) ، بمدرسة ”الشريف الابتدائية المشتركة ” التابعة لإدارة ”ببا” التعليمية بمديرية التربية والتعليم بمحافظة ”بني سويف” ، ومجموعة ضابطة عددها (30) تلميذاً وتلميذة (17 تلميذاً ، 13 تلميذة) لم تتعرض للبرنامج ، ومتوسط أعمارهم (10.52) سنة ، وإنحراف معياري (2.11) ، بمدرسة ” قُمبِش الابتدائية المشتركة ” التابعة لإدارة ”ببا” التعليمية بمديرية التربية والتعليم بمحافظة ”بني سويف” ، وقد تم اختيار عينة الدراسة من تلك المدارس لتقارب المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للتلاميذ ، وذلك وفقًا لسجلات بيانات التلاميذ . - أدوات الدراسة : تم استخدام الأدوات التالية : 1- اختبار المصفوفات المتتابعة (إعداد ” رافن ” ، 1938 م – تقنين ” فؤاد أبو حطب ” ، 1977 م – على البيئة العربية ) . 2- مقياس المستوى الاجتماعي الاقتصادي الثقافي المطور للأسرة المصرية (إعداد وتقنين ” محمد بيومي خليل ” ، 2003 م ) . 3- مقياس إدارة الذات ؛ (إعداد : الباحث) . 4- البرنامج التدريبي القائم على التفكير المنظومي ؛ (إعداد : الباحث) . - الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة : تم استخدام الأساليب الإحصائية المناسبة لاختبار صحة فروض الدراسة ؛ والتي تمثلت في المتوسطات والإنحرافات المعيارية ، واختبار (ت) ( T-test ) لحساب الفروق بين المتوسطات المرتبطة وغير المرتبطة (نظراً لكبر حجم العينة ) ، وتمت جميع المعالجات الإحصائية باستخدام البرنامج الإحصائيSPSS) ) . - نتائج الدراسة : أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لإدارة الذات لصالح المجموعة التجريبية ، كما أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لإدارة الذات لصالح القياس البعدي ، كما أشارت النتائج إلى وجود بقاء لأثر البرنامج في تنمية إدارة الذات لدى تلاميذ المجموعة التجريبية ؛ حيث لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي في إدارة الذات . وقد تم مناقشة وتفسير نتائج الدراسة في ضوء الإطار النظري والدراسات والبحوث المرتبطة بموضوع الدراسة ، كما تم تقديم مجموعة من التوصيات والبحوث المقترحة ، والتي أسفرت نتائج الدراسة عن الحاجة إليها . |