Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العقوبات الكنسية الكاثوليكية من القرن الحادى عشر الميلادى الى نهاية القرن الثالث عشر الميلادى /القرن الخامس الهجرى الى نهاية القرن السابع الهجرى /
المؤلف
عامر، صفاء محمد إمام.
هيئة الاعداد
باحث / صفاء محمد إمام عامر
مشرف / أحمد إبراهيم الشعرواى
مشرف / علية عبد السميع الجنزورى
مشرف / ناهد عمر صالح
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
258ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم التاريخ.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 258

from 258

المستخلص

نمت إلى جانب الطقوس الكنسية المعقدة مجموعة من الشرائع الكهنوتية العقابية الأكثر تعقيداً من العادات القديمة، ومن فقرات الكتاب المقدس، وأرآء آباء الكنيسة وقوانين روما، وقرارات المجامع الكنسية وأخيراً مراسيم البابوات وأرآئهم. ثم عُدلت تلك وأُعيد صياغة بعضها لكى تتفق مع أراء الكنيسة وطبيعة المجتمع المسيحى، مكونة بذلك التشريع العقابى للكنيسة الكاثوليكية، أو ما يُعرف بالعقوبات الجزائية. والتي بدأت صياغتها في بداية الأمر على يد جراتيان عام 1148م، وأُنشت لغرض واحد وهو فرض احترام قوانين الكنيسة ومراعتها. لكن قُدر لهذه العقوبات أن تلعب دوراً هاماً فى تاريخ الكنيسة بصفة عامة وفى تاريخ أوروبا العصور الوسطى بصفة خاصة، لاسيما بعد أن غدت الكنيسة تتطلع لنفوذ سياسى فوق نفوذها الدينى، لذا كان عليها حشد الكثير من الأسلحة والوسائل لدعم مزاعمها وإدعاءتها فيما يتعلق بالسيادة.
ويُلقى موضوع ”العقوبات الكنسية الكاثوليكية من القرن الحادى عشر الميلادى إلى نهاية القرن الثالث عشر الميلادى” الضوء على أنواع العقوبات الكنسية، ومراحل تطورها لاسيما القانونية، والنهج الذى سلكته الكنيسة الغربية فى استخدام تلك العقوبات. وقد اقتصرت الدراسة على الكنيسة الكاثوليكية الغربية وما يتعلق بها من قوانين بعيداً عن العقيدة الأرثوذكسية لأن هذا سيُدخل الباحثة فى مناقشة القوانين الشرقية والعلاقات مع الكنيسة الشرقية وهذا ليس مجال الدراسة. أما عن اختيار تلك الفترة للدراسة فلأنها تُمثل الأسُسس ومراحل التطور التى قامت عليها العقوبات الكنسية، والتى ما تزال قائمة حتى الآن، بل وتُمثل جزءاً هاماً من قانون العقوبات الخاص بالكنيسة الكاثوليكية.
إن هدف الدراسة هو السعى لمعرفة الأسُس التاريخية والعقائدية التى قام عليها التشريع العقابى للكنيسة الكاثوليكية، ومراحل تطوره سواء من الناحية القانونية، أو من خلال دراسة الصراع بين الدولة والكنيسة ومدى تأثيرهما على تطور العقاب الكنسى، إضافة إلى تقييم آثاره على المستويين الرسمى والشعبى. ويعود سبب اختيار الموضوع إلى حاجة المكتبة العربية إلى دراسة علمية مستقلة تتناول هذا الموضوع الهام.
بالنسبة للدراسات السابقة هناك بعض الدراسات التى تعرضت لنقاط تمس
Henry C. Lea: Studies in church history. The rise of the temporal power, Benefit of clergy, Excommunication, (Philadelphia1869(.
Edward B. Krehbiel: The interdict: its history and its operation: with especial attention to the time of Pope Innocent III, 1198-1216, (Washington 1909).
تعرضت هذه الدراسات لبعض الجوانب التى تمس موضوع الدراسة فى سياق موضوعاتها. فالدراسة الأولى الصادرة عام 1869م للمؤرخ الأمريكى هنرى تشارلز ليا تحت عنوان ” دراسات فى تاريخ الكنيسة” والتي خصص فيها جزء لموضوع الحرمان الكنسى، وأفادت منه الباحثة فى دراستها، لكن يؤخذ علي ليا أنه لم يدرس موضوع الحرمان الكنسى دراسة مفصلة، وإنما درج على جمع ما أمكن جمعه من النصوص المتعلقة بالعلاقات بين البابوات والسلطة الزمنية وتناول العقوبة من خلالها، لكن بالرغم من ذلك فإن دراستة تُعتبر من الدراسات الرائدة فى موضوع الحرمان الكنسى.
أما فيما يخص الدراسة الثانية فهو كتاب من القطع الصغير لمؤلفه إدوارد كريبيال Edward Krehbiel وهو يُعالج عقوبة المنع الكنسى خلال حبرية البابا انوسنت الثالث( 1198- 1216م)، والكتاب مكون من مقدمة وأربعة فصول وملحق؛ تناول الفصل الأول تمهيداً موجز عن العقوبة، أما الفصول الثلاث الأخرى فتحدث فيها المؤلف عن الممارسة العملية للعقوبة وأشكالها خلال بابوية انوسنت الثالث، وذلك من خلال تناول عدة أمثلة لتوقيع عقوبة المنع خلال تلك الفترة المشار إليها أعلاه، وبالتالى فقد قصر المؤلف دراسته على موقف واحد فقط من البابوات، وعليه فمن الصعب أن تعمم الباحثة نتائج هذه الدراسة على دراستها لعقوبة المنع ما بين القرن الحادى عشر إلى نهاية الثالث عشر، لاسيما وأن العقوبة شهدت تطورات على يد بابوات لاحقين.
ولكن لا شك أن هاتين الدراستين قد أفادتا الباحثة بصورة كبيرة أثناء دراستها هذا الموضوع.
هذا فيما يتعلق المؤلفات الأجنبية، أما المؤلفات العربية فلا توجد دراسة عربية تناولت موضوع العقوبات الكنيسة اللهم إلا بحثاً للدكتور عادل عبد الحافظ حمزة بعنوان:” الحرمان الكنسى فى العصور الوسطى حتى نهاية النصف الأول من القرن 13م”، مجلة كلية الأداب جامعة حلوان، العدد الخامس، يناير 1999م، وقد عرض فيه المؤلف بإيجاز شديد جداً لعقوبة الحرمان الكنسى، حتى صار الأمر أشبه بصورة ملاحظات على العقوبة مدعومة بعدة أمثلة دون أى تناول حقيقي لها من الناحية القانونية أو التاريخية.
وقد اقتضت دراسة هذا الموضوع تقسيمه إلى ثلاث فصول وخاتمة:
أما الفصل الأول والذى جاء بعنوان ”العقوبات الكنسية ومراحل تطورها حتى القرن الحادى عشر”، فقد تناولت فيه الباحثة مفهوم العقوبة وأنواعها والأصول المستمدة منها، كما ناقش الفصل الممارسة العقابية المبكرة فى فترة الرسل والآباء، ثم عرض لمدى التغير الزمنى الذى لحق بالعقوبات الكنسية من خلال دراستها من منظور العلاقة بين الكنيسة والدولة والتطورات التى طرأت عليها.
عالج الفصل الثانى والذى حمل عنوان ” عقوبة الحرمان الكنسى” مفهوم العقوبة وأنواعها والسلطات التى تصدرها وأسباب إصدارها، ثم ناقش الفصل مسألة رفعها من خلال تناول الغفران، كما تناول الآثار الروحية والزمنية المترتبة علي العقوبة من خلال طرح بعض الأمثلة وذلك لإعطاء رؤية علمية وشاملة عن العقوبة من خلال المشاهدات العملية، كما ألقى الضوء علي التطورات التى طرأت علي العقوبة سواء من الناحية القانونية أو في حيز الممارسة العملية، كما عرضت الباحثة ُمن خلال الفصل أيضاً نماذج لإساءة استخدام تلك العقوبة.
وفى الفصل الثالث والأخير والذي حمل عنوان” عقوبة المنع الكنسى”، تناولت فيه الباحثة تعريف عقوبة المنع، وأصولها و محاولات الكنيسة تبرير استخدامها كعقاب جماعى يعاقب الأبرياء مع المذنبين جنباً إلى جنب، وكذلك أنواعها وأسباب توقيعها والسلطات المعنية بفرضها، والنتائج المترتبة عليها، كما عرض نماذج للممارسة العملية للمنع، وردود الأفعال عليها سواء من الجانب الكنسى أو العلمانى وذلك في محاولة لرسم صورة متكاملة عن الأمر، وأخيراً تناول الفصل لحالات إساءة استخدام العقوبة، ومحاولات الكنيسة مواجهة هذا الأمر.
وفى الخاتمة عرضت الباحثة لأهم النتائج التى توصلت إليها خلال هذه الدراسة، يعقبها عدة ملاحق تتصل إتصالا ًوثيقاً بموضوع الدراسة.
وأخيراً وليس آخراً، فمن الواجب أن ينُسب الفضل إلى أهله، فإنى أدين بالفضل لله تعالى أولاً فى انجاز هذا البحث ثم إلى أساتذتي الأجلاء: أولاً أتوجه بالدعاء لإستاذتى الفاضلة، رحمها الله تعالى، أ.د/ علية عبد السميع الجنزورى وأسأل الله تعالى أن يغفر لها ويسكنها الفردوس الأعلى، لما قدمته لى أثناء فترة مشاركتها فى الإشراف. ثم إلى العالم والمؤرخ أ.د/ أحمد ابراهيم الشعراوى أستاذ التاريخ الإسلامى بكلية البنات جامعة عين شمس على قبوله الإشراف على الرسالة وما تحمله من عناء فى مراجعة الرسالة فله منى جزيل الشكر والإمتنان. كما أتوجه بالشكر إلى استاذتى د. ناهد عمر صالح، مدرس تاريخ العصور الوسطى بكلية البنات جامعة عين شمس على ما بذلته من جهد ووقت وما قدمته من مساعدات لى لإتمام هذا البحث فلها منى خالص الشكر والمحبة.
كما أتقدم بالشكر والتقدير إلى الأستاذة الدكتورة عفاف سيد صبرة، أستاذ تاريخ العصور الوسطى جامعة الأزهر والتى تفضلت بالموافقة على مناقشة هذه الرسالة فلها منى عظيم الشكر والإمتنان، كذلك أتقدم بأسمى عبارات الشكر والتقدير للأستاذ الدكتور عبد العزيز رمضان أستاذ تاريخ العصور الوسطي جامعة عين شمس لتفضله بالمشاركة فى مناقشة هذه الرسالة فله خالص إمتنانى وتقديرى.
كذلك أتقدم بالشكر لجميع أستاذتى وزملائى وأخص بالذكر الأستاذ الدكتور ياسر مصطفى عبد الوهاب أستاذ التاريخ الوسيط جامعة كفر الشيخ على ما قدمه لى من مساعدات فله خالص شكرى وامتنانى. كذلك أ. رفيدة جمال، أ. أحمد عبد القوى، أ. أحمد ماهر، وبشكر خاص لــ أ. سارة مسعود، أ. هاجر عامر لما قدموه لى من مساعدة فلهم مني جزيل الشكر والإمتنان.
ولا يفوتنى أن أتقدم بالشكر إلى الأب منصور مستريح الراهب بدير الفرنسيسكان بالقاهرة، الذى قام بترجمة النصوص اللاتينية والفرنسية. كما أتقدم بالشكر إلى القائمين على مكتبة دير الفرنسيسكان والدومنيكان، وإلى القائمين على محركات البحث على شبكة الإنترنت التى وفرت الكثير من المادة العلمية الخاصة بموضوع الرسالة، وأخيراً أتوجه بالشكر والعرفان إلى أسرتى وكل من قدم لى يد العون والمساعدة وأسهم فى إخراج هذا العمل.
وختاماً لا أقول سوى ما قاله الأصفهانى:” إنى رأيت أن لا يكتب إنسان كتاباً فى يومه إلا قال فى غده لو غير هذا لكان احسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر