![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الأسرة هي المناخ الفطري الملائم الذي يجد فيه الأبناء الأمن والطمأنينة منذ ولادتهم ؛ فيعيشون فيها معظم مراحل حياتهم بداية من طفولتهم وصولاً إلى البلوغ والشباب ، وفي ظل رعاية أسرية متوازنة خالية من الاضطرابات النفسية والمشكلات السلوكية تسعي الأسرة إلي تحقيق نجاحا كبيرا في تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة اجتماعية سليمة ، مستهدفة من ذلك بناء شخصية متزنة لأبنائها تتمتع بمظاهر الصحة النفسية ؛ فيتعلم الأبناء من خلالها معظم ضوابط وقيود المجتمع التي تحكم سلوكهم ، والتي تؤهلهم للتعامل مع الآخرين خارج نطاق الأسرة. وانطلاقاً من مقولة جون بولين John Bolin ليس هناك مكان مثل المنزل ، والتي يقصد فيها الإشارة لدور الأسرة في تربية الطفل وتنشئته وتطبيعه ؛ فلقد وجد كثير من الباحثين أن الحرمان من الأسرة يؤدى إلى ازدياد معدل المشكلات السلوكية وانخفاض مستوى حل المشكلات عند الأطفال ؛ فيشعرون بعدم الأمن والأمان والخوف والتوتر والتوقع وأنهم أقل تكيفاً من نظرائهم الذين يعيشون في كنف أبويهم. (مها الكردي ، 1980 ،119 ، Irang K., NaomeV. & Robert H. 2016, ). وتتميز العلاقات في الأسرة بالعمق والدفء والمواجهة، ولذلك كانت هذه البيئة أنسب البيئات للمراهقين من حيث الأمن، والحماية، والجو المناسب لإصدار شتى أنواع السلوك التي تتناولها الأسرة بالتعديل والتهذيب، ولما كانت عملية التنشئة الوالدية تبدأ من بداية حياة الطفل فإن هذه العلاقة تتحدد معالمها منذ السنوات الأولى إذ أن أهم المشكلات التي يتعرض لها الفرد في الطفولة والمراهقة وفي حياته اليومية هي علاقته بالآخرين أو على وجه الخصوص الآباء والأمهات وما يتبعونه من أساليب في المعاملة. |