الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تهدف الرسالة الى ان المؤرخون (الكلاسيكيون) -ومنهم هيرودوت- اسم الليبيين على كل سكان شمال أفريقيا باستثناء سكان مصر القديمة، الذين كانوا مصدر تلك التسمية، وأكد المؤرخون بأن أولئك الليبيون ينتظمون في مكونات قبلية منفردة أحياناً، ومتحالفة أحياناً أخرى، وذلك حسب الظروف السياسية والاقتصادية، التي تواجهها تلك المكونات الاجتماعية التي يطلق عليها اسم القبائل الليبية. ولقداحتل الرومان في منتصف القرن الأول قبل الميلاد موطن القبائل الليبية، وسيطروا على المراكز التجارية (المدن الساحلية)، وحولوها إلى مدن رومانية، وصادروا الأراضي الزراعية المحيطة بالمدن والأسواق، التي كان يملكها الليبيون، وإقتطعوها للرومان أو الأفارقة المترومنين سكان البلاد الأصليين لإنتاج القمح اللازم لروما، وبهذا هيأ الاحتلال الروماني الظروف لتغير الحياة الاجتماعية والأنشطة الاقتصادية للقبائل الليبية خاصة بعد طردها خارج حدود الإمبراطورية أي خارج خط الليمس - وهو من الأنظمة العسكرية والدفاعية والاقتصادية التي شكلت حزاما واقيا للامبراطورية الرومانية في وجه الثورات- باتجاه الصحراء وتبدل نمط المعيشة لتلك القبائل، من نمط الحياة الزراعية المستقرة القريبة من المراكز التجارية (المدن - الأسواق)، إلى نمط الحياة البدوية، التي قوامها الترحال وراء قطعان الماشية بحثاً عن الكلأ والماء، الأمر الذي دفع القبائل الليبية لمناصبة الرومان العداء، ليس فقط على المستوى السياسي والعسكري، وإنما على المستوى الثقافي أيضاً، ونتج عن ذلك الحروب التي خلفت حالة من عدم الاستقرار للقبائل الليبية. 1 |