الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تُعني كاشغر في المغة الإيغورية سوق اليشم ، وسميت المدينة بذلك لكثرة ما تنتجو من ىذا الحجر ، وقد تعددت أصول الق ا رخانيين فيرى البعض انيم من اليغما ، والجيكل ، والقارلوق والإيغور ، وبما انيم يرتبطون بكاشغر فيتضح انيم من الياغما أو الإيغور ، خاصة أن الكاشغري عند حديثو عن القارلوق أكتفى بالقول أنيم بدو يعرفون بالتركمان . تعددت عناصر المجتمع داخل المدينة ما بين الترك السكان الأصميين لممدينة ، والفرس والعرب ، والصينيون ، والتبتيون ، وبعض القبائل التي تتركت ، ويُطمق عمييم لقب كنجاك ، وكانت ىذه القبائل دائمة التنقل والترحال ؛ نظ ا رً لمظروف المناخية ، وأدت ىجرتيم إلى الأحتكاك مع غيرىم من القبائل الوثنية ؛ مما أسيم فى نشر الإسلام بين الوثنيين. أدى انتشار الفرس في المدينة إلى إنتشار المغة الفارسية ، مما أسيم في أث ا رء الحياة الثقافية ، وقد كانت علاقة الق ا رخانيين بشعوبيم غير معقدة ، ولم يكن لأي قبيمة من القبائل أمتياز خاص فى دولتيم . اعتنق الترك الإسلام عن قناعة تامة ، وعمموا عمى نشر المذىب السني في كاشغر ، واحتفظوا بعلاقات طيبة مع الخلافة العباسية ، وعمموا عمى الحد من انتشار المذىب الشيعي الإسماعيمي في كاشغر وسائر المناطق التي خضعت ليم ، وتتبعوا دعاة الشيعة في سائر المدن وقضوا عمييم . اسيمت الطرق الصوفية بدور كبير في نشر الإسلام في كاشغر ، ومدن آسيا الوسطى ، وعمل الق ا رخانيون عمى التقرب من ىؤلاء الصوفية ؛ لقدرتيم عمى جذب العامة إلييم . اىتم الق ا رخانيون بمواطنييم ، وعمموا عمى تيسر الخدمات لمم ا زرعين ، وقاموا بتوفير مياه الرى ، وحفر الترع ، واقامة الجسور ، مما أدى إلى ازدىار الز ا رعة ، وتنوع المحاصيل ، كما تأثرت الصناعة في كاشغر بالصناعات الصينية ، وأطُمق عمى الصناعات المحمية اسم الصناعة الصينية ، وعمل الق ا رخانيون عمى حفظ الأمن في المدينة ، وكان لسياستيم أثر كبير في تحقيق الرخاء في كاشغر . عمل الق ا رخانيون عمى توطيد العلاقات بينيم وبين جي ا رنيم مما اسيم في ىدوء الأوضاع بينيم وأنشغال كلاً منيم بالجياد في سبيل الله في منطقتو ، وتميز الق ا رخانيين بحبيم لمجياد ، ونشر الإسلام في مختمف المدن المحيطة بيم ، وأدوا دو اً ر ميمًا في نشر الثقافة الإسلامية في تمك المدن . تميز الق ا رخانيون بتسامحيم الديني مع غير المسممين ، وليس أدل عمى ذلك من وجود المعابد البوذية في بلاساغون في عيدىم ، كذلك وجد في كاشغر مط ا رنية لمنساطرة سنة 735 ى 3335 م ، مما يوضح مدى الحرية الدينية التي تمتعوا بيا ، وكان لكل طائفة من طوائف أىل / الذمة زي خاص بيم في عيد الدولة الق ا رخانية . أحدث الإسلام تغير كبير في حياة الكاشغريين ، وعاداتيم وتقاليدىم ، حيث قضى عمى العادات الضارة والسمبية ، وتفنن السكان في صنع العديد من المأكولات النباتية والحيوانية . وحظيت الم أ رة في كاشغر بمكانة كبيرة ، ونالت الأحت ا رم والتقدير من الجميع ، وكان لنساء الطبقات الحاكمة دور كبير في أرساء الصمح مع الخصوم عن طريق المصاى ا رت السياسية ، كما قامت نساء العامة بالعديد من الأعمال من أجل مساندة زوجيا ، والحفاظ عمى أسرتيا . أدت الثو ا رت والحروب والكوارث الطبيعية واليج ا رت إلى أحداث العديد من التغي ا رت السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المدينة . اسيم الموقع الجغ ا رفي وانتشار الإسلام في المدينة في ازدىار الأح وال الثقافية بيا ، حيث ترتب عمى انتشار الإسلام إنتشار المغة العربية ، والثقافة الإسلامية ، والتى احدثت تغي ا رت جذرية وتطو ا رت فكرية واجتماعية ساعدت في تك وين ثقافة إسلامية متميزة . اىتم الق ا رخانيون بنشر العمم وكانوا أنفسيم يتسابقون في طمب العمم قبل رعاياىم ، وزخرت مكتباتيم بالعديد من الكتب التي أثرت الحياة الثقافية في المدينة . توسع الق ا رخانيون في نشر دور العمم في المدينة ، فانتشرت المساجد ، والمدارس ، والمكتبات ، والرباطات وغيرىا ، واىتمت المدارس بالعموم الدينية الإسلامية كالتفسير والحديث والفقو ، كما اىتمت بعموم المغة والأدب ، والعموم العقمية ، ولم يكن التخصص في العموم معروف لدييم ، حيث كان من الممكن أن نجد عالم في الحديث ولو معرفة بالأدب والطب ، واسيمت الأوقاف التي أوقفيا الخانات والأثرياء في نشر الثقافة والعمم ؛ نظ ا رً لما توفره من رواتب لممعممين وطلاب العمم تيسر عمى الطلاب ميمتيم العممية ، مما أدى إلى ازدىار الحياة الثقافية . اىتم الق ا رخانيون بتيسير الطرق أمام الطلاب لمقيام برحلاتيم العممية ، نظ ا رً لما تؤديو الرحلات العممية من دور كبير في تشكيل عقمية الطالب ، وكانت القيمة العممية لمطالب تتناسب مع ما يقوم بو من رحلات عممية ، ورحل من والى كاشغر العديد من العمماء في مختمف المجالات . ا رجت حركة الترجمة في عيد الق ا رخانيين ، وأستخدمت المغة العربية كمغة لمكتابة ، وتعددت الوسائل التعميمية في كاشغر مما ساعد في تطوير العممية التعميمية . شيدت العموم الدينية ازدىا ا رً كبي ا رً ، ونبغ بيا العديد من العمماء ، حتى كان لأحد العمماء أكثر من مائة وعشرين مصنف بيا ، كذلك ازدىرت عموم المغة والأدب ، ويتضح ذلك من خلال مؤلفات يوسف خاص حاجب ومحمود الكاشغري ، وأحمد يوكانكي ، وتميز الأدب بالبساطة ، وأصبح أكثر شمولاً وعالمية ، وعبر عن المشاعر الأنسانية . |