الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعتبر قيمة الحب والجمال من القيم الوجدانية النبيلة التى شغلت إهتمام المفكرين منذ وجود الخليقة وهى من المباحث الأصلية في الفلسفة والتى شغلت المفكرين في الحضارات الشرقية القديمة وفلاسفة اليونان لكنها نالت في الفكر الإسلامي مكانة عالية نظرا لان النصوص القرآنية والأحاديث النبوية نبهت العقول والقلوب إلى أهميتها ودورهما في صفاء النفس وسكون السريرة وقد نالا حظهما من البحث والدراسة عند صوفية الإسلام على وجه الخصوص. ولقد أعطى الصوفية مفهوم الحب والجمال الالهي اهتماما كبيرا لان الحب والجمال الإلهي هو الغاية التى يريد أن يصل إليها كل صوفي ولقد كان هدف الصوفية واضحا وهو تذوق العبادة عن طريق القلب والوجدان ونتيجة الإلهام والفيض والنور الذي يشرق في النفس ويملأ كيان الإنسان ويدفعه للإيمان الخالص والتوحيد المنزه عن كل غرض وقصد . لقد إعتمد مفهوم الحب والجمال الإلهى في التصوف الإسلامي على ركائز هامة وأساسية نابعة من مبادئ الإسلام السامية والقرآن الكريم (والسنة المطهرة) ومن أفعال وأقوال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. فالحب والجمال ليس بمنكر في الدين لا بمحذور في الشريعة لأنه أساس الإيمان وتمامة وكماله فالإنسان يؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي ليس كمثله شئ المتصف بكل ألوان الجمال والجلال والكمال المطلق ومن هذه الحيثية فإن الله سبحانه وتعالى هو الوحيد الجدير بالحب والجمال الخالص الذي تكون فيه العبودية لله جل جلاله هي قمة الحب الإنساني وقمة الحرية الإنسانية معا ولايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون توحيد العبد صادقا إلا اقترن بمفهوم الحب والجمال الإلهى الذي يملأكيان العبد. |