الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ملخص الرسالة تقوم هذه الدراسة على النظر في كتاب ”الروض المريع في صناعة البديع” لابن البناء المراكشي (ت721هـ) باعتباره أحد المؤلفات البلاغية التي سعت إلى تقديم تصور بلاغي جديد ومختلف في فترة غلب عليها الانحصار في شرح نموذج السكاكي والعمل على تشقيق الصور البلاغية وتفريعها. لقد تحرك ابن البناء المراكشي في كتابه بغرض أساسي وهو تقريب أصول صناعة البديع وأساليبها البلاغية، فنظر إلى المصطلحات البلاغية كوحدات صغرى تحمل على تفردها خصوصية وتمايزاً، كما نظر إليها- في الوقت نفسه- بشكل أكثر اتساعاً باحثاً عن العلاقات المشتركة التي يمكن أن يقيمها فيما بينها في سبيل الوصول إلى ملامح بلاغية مشتركة يمكن صياغتها في شكل مقولات وكليات بلاغية تصلح لتقريب أصول صناعة البديع/ البلاغة، كما يمكن من خلالها النظر في النصوص على تنوعها واختلافها. في سبيل تحقيق هذا التصور البلاغي استعان ابن البناء بعدد من العلوم منها الفلسفة والمنطق والرياضيات والفقه واللغة، والتي مثلت دعماً للأساس البلاغي الذي استقاه ابن البناء من الكتب البلاغية العربية المختلفة، فظهر نتيجة ذلك نموذج بلاغي خاص لم يكن فيه ابن البناء تابعاً أو مقلداً، وإنما مجدداً ومطوراً. لقد اعتمد ابن البناء على وجهة خاصة في تعامله مع مصطلحاته ومفاهيمه وشواهده وتعقيباته، فاتخذ ابن البناء من الإيجاز منهجاً خاصاً، مستنداً على المرجعية السابقة للمصطلحات والشواهد والتعقيبات، ومفيداً من كل عنصر من تلك العناصر بما يمكنه من الاعتماد عليه أحياناً مع الاستغناء عن الآخر دون إخلال بتوضيح المعنى المقصود. إن هذا التصور الكلي العام الذي تحرك ابن البناء صوبه يلتقي ببعض توجهات البلاغة العامة الجديدة التي اهتمت بالبحث في الوحدات النصية بهدف الوصول إلى بنيات كلية تتسم بالعمومية التي تسمح لها بالتطبيق على كافة الخطابات الأدبية وغير الأدبية، وقد ظهر أثر ذلك بشكل واضح في عنوان الكتاب، وفي فكره ومنهجه، وهذا ما اهتمت الدراسة بتتبعه والبحث فيه. |