الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة فئة أوساط خريجي الجامعات فى ضوء ما يعانيه هؤلاء الشباب من مشكلة خطيرة تواجههم وهى البطالة، حيث أن هناك آثارا مدمرة لهذه الظاهرة على الشباب ذات جوانب اقتصادية واجتماعية وسياسية ونفسية وتربوية، وهذا ما يدعونا إلى القول بأن البطالة فى مصر هى بطالة المتعلمين أو المؤهلين تعتبر من أخطر ما تواجهه أى أمة وخاصة البلدان النامية ومنها مصر لما لها من انعكاسات وآثار سلبية على الوطن والمواطن، الأمر الذى يؤدى إلى عدم الاستقرار الاجتماعى والسياسى حيث أن المكون الأكبر من البطالة يمثل فئة المتعلمين من شباب خريجى الجامعات. ولذا يتضح لنا حجم المشكلة وجسامتها نتيجة الفجوة الشاسعة بين أعداد الخريجين وفرص العمل المتاحة أو بقول آخر بين العرض والطلب، وتكمن المشكلة بشكل أوضح إذا علمنا بأن توزيع الخريجين على فرص العمل المتاحة لم يتم فى أغلب الأحيان وفقا لتجانس معين بين نوع التعليم والوظيفة وإنما تم بطريقة عشوائية نظرا لتضخم الجهاز الوظيفى الحكومى والقطاع العام وتشوه هياكله. وقد أدى هذا الأمر إلى تدنى كفاءة الأداء وهدر الكثير من الإمكانيات التى تم إنفاقها فى مراحل التعليم الجامعى أو العالى دون جدوى، مما يعنى تبديدا للعائد الاجتماعى والاقتصادى من التعليم نتيجة للانفصام بين التخطيط للتعليم واحتياجات سوق العمل. وفى الدول النامية ومنها مصر نجد أن سرعة التجاوب مع التغيرات والتحولات العالمية بطيئة مما زاد من حجم البطالة بين أفراد المجتمع خصوصا ذوى المؤهلات التعليمية العليا. وبالإضافة إلى ما سبق هناك أيضا عدم التنسيق بين مدخلات التعليم والمخرجات منه التى يحتاجها سوق العمل بدليل أن نسبة بطالة المتعلمين قد تصل إلى ثلثى معدلات البطالة. فمشكلة البطالة فى مصر كما سبق القول – مكونها الكبر من أوساط خريجى الجامعات والمعاهد العليا. ومن هنا تتبدى أهمية هذه الدراسة والتى يمكن حصرها فى إبراز دور الأكاديميين والمخططين لتتبع ظاهرة البطالة بين أوساط خريجى الجامعات، وإيجاد قاعدة معلومات متطورة لحصر مختلف مبررات وأسباب ومصاحبات هذه الظاهرة على الشباب ولإعطاء صورة أكثر موضوعية من أجل المزيد من الفهم لواقعها ، وطرح توقعات مستقبلية إستشرافية علمية ومنهجية من أجل تطوير هذا الواقع على الصورة المبتغاة أو المأمولة. |