![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تميـز جبريل بغزارة انتاجه وتنوعـه وقدرته على ملاحقة التطورات الاجتماعية، وتطويره للكتابة الواقعية، حتى أصبح عَلَماً يشمخ فوق الرؤوس، ويَطَالُها. فلقد استطاع الكاتب مشاركة كبار الكتاب، أمثال نجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعي، وغيرهم... وهكذا سار هذا الروائي مع أقرانه وأسلافه، في طريق يشق للرواية العربية طريقها، ويؤسس لها تاريخها على قواعد صلبة، تند عن التجادل حولها، أو الشك فيها، حتى أصبحنا نملك تاريخاً كاملاً للرواية العربية، كتبه لنا روائيون عرب، كأنهم أرادوا أن يحررونا من عبء الماضي الأوربي، بما يسمح لنا بالتالي أن نكتب دون سؤال عن شرعية أي نوع أدبي، ليس موجوداً في تراثنا. ولعل تلك الجهود التي بذلها جبريل في كتاباته، كانت وراء اختياري لإعداد رسالة في رواياته، تحت مسمى: ”الشخصية الرئيسية في روايات محمد جبريل”. أما عن سبب اختياري لبناء الشخصية الرئيسية، على وجه الخصوص، يرجع إلى أهميته الأساسية والثابتة، التي تتمثل في كونه، حاملاً للرؤى الفنية الكلية، ورؤية البناء اللغوي، ورؤية البناء المكاني، فضلاً عن تدخل الشخصية الرئيسية في نسج العلاقات الموجودة في الرواية، وأعني: دور الشخصية في الحبكة أو الحدث وتأتي الشخصية بوصفها تعبيراً عن أنماط البشر في الحياة كلها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ورغم قيمة الابداع الفني لكتابات جبريل، لم أجد فيما وقفت عليه من مراجع، دراسة نقدية مستقلة وقفت على بناء الشخصية الرئيسية، وهذا هو الذي دفعني بعمل دراسة فنية عن روايات هذا المبدع . وهذه الدراسات السابقة كانت تتناول الفن القصصي والروائي عند محمد جبريل بوجه عام بمعني دراسة مرحلية تنطلق من بعض الروايات ودراسة جزئية تنطلق من بعض التقنيات الفنية عنده علي حين دراستي تنطلق من تقنية الشخصية بوجه خاص عنده ولا سيما الشخصية الرئيسية ملامحها خصائصها تطورها علاقاتها بالمحاور الفنية الأخرى في البنية الروائية، بمعني أن دراستي تعالج القصور في هذه الدراسات السابقة وتضيف زاوية أخري جديدة لم نجدها عند السابقين، وقد طمحت هذه الدراسة إلى الجمع بين التأصيل النظري، والتحليل النصي، لأعمال الروائي محمد جبريل، فقـد تعرضت في هـذه الدراسة لوسائل تقنية مستمدة من الفن الروائي. |