الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 309 |  |  |
| | | from | 309 | | |
المستخلص
إن نهضة الأمم لا يمكن أن تكون صحيحة عن تجربة ولا سهلة متيسرة، ولا رائعة مدهشة إلا عن طريق الإسترشاد بتعليم قضايا العقيدة وإستخراجها من القرآن الكريم، التي حققت جميع عناصر السعادة للنوع البشري‘ على ما أحاط به علم خالقه الحكيم . وبداهي أن العمل بهذه التعاليم لا يكون إلا بعد فهم القرآن وتدبره والوقوف على ما حوي من عقائد، والإلمام بمبادئه عن طريق تلك القوة الهائلة التي يحملها أسلوبه البارع المعجز، وهذا لا يتحقق إلا عن طريق الكشف والبيان لما تدل عليه ألفاظه، وهو ما يحتوي عليه كتابنا ” الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي” ، ونلمح تأخر مسلمي هذا الزمن على رغم من وفرة المصاحف في أيديهم، ووجود ملايين الحفاظ بين ظهرانيهم، وعلي الرغم كثرة عددهم وإتساع بلادهم في حين أن سلفنا الصالح نجحوا بهذه العقيدة الإسلامية وبهذا القرآن نجاحًا مدهشًا كان ومازال موضع إعجاب التاريخ والمؤرخين .
ولذلك فإن كتاب ” الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي ” من أعظم الكتب وأنفعها في التفسير بالمأثور، لما يحتوى على قضايا العقيدة من سمعيات وإلهيات ونبوات، وكما قال العلماء أن التفسير بالمأثور هو الذي يجب إتباعه والأخذ به لأنه طريق المعرفة الصحيحة، وهو آمن سبيل للحفظ من الزلل والزيغ في كتاب الله .فإن هذا الكتاب حوي بين دفتيه من الآثار المسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الصحابة والتابعين أكثر من سبعة وثلاثين ألفًا وثمانية وتسعين أثرًا حتى زادت المصادر التي اعتمدها السيوطي في كتابه على الأربعمائة ولذلك اخترت كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي المتوفى 911ﻫ ليكون مجالاً لبحثنا لنبين ما في الكتاب من قضايا العقيدة ومنهج الأمام السيوطي فيه وسميت البحث قضايا العقيدة في الدر المنثور عند السيوطي، المتوفى 911ﻫ
أولاً ـ أهمية دراسة الموضوع :
ترجع أهمية هذا الموضوع إلي أنه يتناول بالدراسة والتحليل والمقارنة والنقد قضايا العقيدة في كتاب الدر المنثور ومن هذه القضايا الإلهيات والنبوات و السمعيات وكيف عالجها الإمام السيوطي فيه وأيضا من الموضوعات المهمة منهج الإمام السيوطي في الإستدلال علي وجود الله ومحاولة الكشف عن الأدله التي ساقها إمامنا السيوطي وأثبت من خلالها وجود الله تعالي وكذلك حديثه عن وحدانية الله تعالي وهل إكتفي بما قدمه القران الكريم من أدلة سمعية أم ذهب إلي الاستدلال العقلي علي وحدانية الله تعالي أيضا ومحاولة توضيح موقف السيوطي من قضايا السمعيات مثل الموت والبعث والقبر والحوض والصراط والميزان.