![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يمثل عمران المستقبل دائما احد الهموم الرئيسية للمفكرين والمخططين على مدار التاريخ، فمنذ خرج الإنسان من الجنة وهو مازال يحلم فى عقله الباطن بالعيش فى بيئة تشبهها، فيقوم بترجمة هذه الرغبة بأسلوب مختلف عبر العصور، فمن فكرة المدينة فى عصر أفلاطون للتطلع نحو رفاهية العيش، مرورا بالتفكير الإغريقى والرومانى فى مدينة الفكر والديمقراطية، والمفهوم الفرعونى عن الحياة الأخرى وانعكاس ذلك على شكل العمران والمبانى فى مدينة طيبة، وصولا إلى المفهوم الإسلامى عن الحياة فى جنة عدن وما تأثرت به العمارة الأندلسية، ويتجدد هذا الفكر مع المتغيرات والأحداث فى عصر الصناعة ليترجم احتياجات الإنسان ووظيفته حتى أصبح اليوم فكر عمران المستقبل ذو ركائز كثيرة ومتعددة تكون ترجمة لاحتياجات الإنسان والبيئة كشريكين فى عملية التعمير.كما انه من الملاحظ على مدار التاريخ المكتوب أن الأمم الجديدة يلزمها عاصمة جديدة تكون كمركز للتغيير من النمط القديم إلي الجديد، ومن سياسة دولة إلى سياسة أخرى، فالهجرة إلى المدينة المنورة كانت بداية تكوين دولة جديدة، وكذلك لم تزدهر بغداد إلا لكونها عاصمة الخلافة، كذلك قاهرة المعز وقرطبة، وغيرهم من المدن التي ينتقل إليها الناس أملا في تكوين دولة ذات طابع جديد. ومع التغيرات السياسية و الاجتماعية والثقافية الحاصلة في المنطقة العربية، يفترض البحث أن يتجه الناس لحل مشاكل المدن القديمة وعلى رأسها العاصمة، وكتغيير للسياسة شديدة المركزية التي كانت متبعة من قبل، عندئذ يظهر التساؤل: كيف سيكون شكل العمران فى المستقبل، وكيف سيتأثر بهذه المتغيرات. ويركز البحث على العمران للمدن المتوسطة فى مصر، مع التركيز على إقليم الدلتا كحالة دراسية فى محاولة البحث للوصول إلى تصميمات عمرانية جديدة لما يفترض أن تكون عليه المدن المصرية – القائمة و الجديدة - في المستقبل القريب، حيث ينتقل الناس من الوادي الضيق إلى الصحراء برحابتها، وأيضا مواكبة للأساليب التقنية المتطورة التي تستخدمها الدول المتقدمة، وتطبيق الأفكار الجديدة في توليد الطاقة والاستفادة من المخلفات إعادة التدوير، وطرق الزراعة الحديثة في الصحراء، واستخدام المياه الجوفية. كل ذلك بما يتماشى مع طبيعة البيئة والحياة في مصر. |