Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أثر برنامج قائم علي إستراتيجيات ضبط المثير في الدراسات الاجتماعية لتنمية بعض مفاهيم التربية الاقتصادية والمهارات المهنية والتفاعل الاجتماعي لدي التلاميذ المعوقين عقليًا القابلين للتعلم/
المؤلف
مصطفي، غادة ُقصي .
تاريخ النشر
2013.
عدد الصفحات
469ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 469

from 469

المستخلص

مع نسائم الحرية التي ملأت المنطقة العربية ومع تعالي الأصوات الخافتة التي
تنادي بالحقوق المسلوبة ، تأتي حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لتطالب بالمساواة ، ونفض
كل ما علق بها من وصف بالعجز وعدم القدرة لنيل هذه الحقوق ، وتبديل صور التمييز
غير المقبولة في زمن الحرية الذي لاحت بواكيره علي الأفق .
لقد اتجه العالم في الآونة الأخيرة اتجاهًا أكثر جدية وعمقًا نحو الاهتمام
بالأشخاص ذوي الإعاقة ، بقصد رعايتهم وتوفير كافة الخدمات الصحية والاجتماعية
والتربوية اللازمة لهم ، وذلك لتحقيق الكفاية الذاتية والاجتماعية والمهنية التي تمكنهم من
الحياة والتوافق مع المجتمع ، ولاستبدال مفاهيم الإعاقة بأخرى معبرة عن حالة الاندماج
المجتمعي .وفي هذا يشير (ديان برادلي وآخرون ، ٢٠٠٠
توفير الفرص المناسبة لهم للمشاركة الوظيفية التامة في الحياة ، وذلك من خلال التدريب
علي المهارات التي من شأنها تحسين أدائهم الوظيفي في البيئة العامة من خلال التفاعل
والتواصل والقدرة علي تحسين علاقاتهم الاجتماعية .
فالثابت أن قدرتهم علي التعلم أبطأ من أقرانهم في نفس الفئة العمريه ، وأنهم
يواجهون صعوبات في الاحتفاظ بما اكتسبوه من مهارات ، وصعوبات في تعميم
المهارات الوظيفية الأكاديمية علي المواقف المستخدمة أو علي المواقف الصعبة
. ( Ryndak & Alper , 1996, 25 )ومما يزيد الأمر صعوبة أن هذه الفئة لديها قصورًا في بعض الجوانب الجسمية
والحركية والصحية والمهنية وأساليب التواصل والتفاعل الاجتماعي والمشكلات النفسية
والشخصية ( حليم بشاي ، فتحي عبد الرحيم ، ٣٦،١٩٩٢ ) . الأمر الذي يؤدي إلي
القصور في أداء مهارات السلوك التكيفي والتي تمثل مكونًا رئيسيًا في مناهجهم ومطلبًا
أساسيًا لاستقلاليتهم وتقبل الآخرين لهم .
ومن ناحية أخري تقل درجة ذكاء التلميذ القابل للتعلم بأكثر من ٢٥ درجة عن
التلميذ العادي أي أن درجة ذكائه تعادل ثلاث أرباع القدرة العقلية للفرد العادي المساوي
له في العمر ، وهناك تباين في الأعمار العقلية بين التلميذ السوي والتلميذ المعوق عقليًا
كلما زاد العمر الزمني ، ويقابل هذا مشاكل تعليمية واجتماعية تزداد في حدتها كلما
ازدادت درجة الإعاقة الفكرية التي تؤدي إلي قصور في بعض الوظائف والعمليات العقلية
الضرورية للعمل الأكاديمي وخاصة في الذاكرة والانتباه والإدراك والتذكر ( إبراهيم
( ٢٢ ، المبرز ، ٢٠١٠ويواجه التلاميذ المعوقون عقليًا القابلين للتعلم مشكلات واضحة في التكيف مع
البيئة ، حيث يميلون إلي الانسحاب من المواقف الاجتماعية ، ويميل بعضهم إلي التمرد
والعدوان الموجه نحو الذات أو الآخرين ، إلي جانب ضعف قدرتهم علي إقامة علاقات
اجتماعية مع أقرانهم العاديين ، وغالبا ما يميلون إلي مشاركة الآخرين الأصغر منهم سنًا
٢٧٦ ، في نشاطاتهم الاجتماعية والشعور بالخوف وعدم الأمان (أمل الهجرسي ، ٢٠بالإضافة إلي ذلك فإن تلاميذ هذه الفئة تتوافر لديهم مشاعر من الغضب والإحباط
، مما ينتج عنه سلوكًا اجتماعيًا غير مقبول قد يؤدي إلي ظهور مشكلات في البيئة
(٧ ، الاجتماعية ( نعيمة الحسن ، ٢٠٠٣
وتوصلت بعض الدراسات إلي أن التلاميذ المعوقين عقليًا القابلين للتعلم يغلب علي
سلوكهم التبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بمن حولهم ويؤثرون الانعزال والانسحاب من
المواقف الاجتماعية ، والشعور بالدونية والإحباط وضعف الثقة بالنفس ، وهذا الأمر
يؤدي بهم إلي سلوكيات مضاده للمجتمع ، وأوصت بتقديم البرامج التربوية لتساعدهم علي
تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لخفض أنماط السلوك غير المقبول اجتماعيًا ( أميرةوأشار أيضا ك ل من الروسان وهارون ( ٢٠٠١
محتوي م ناهج المعوقين عقليًا عد دًا من الأبعا د والمهارات والمفاهيم والتي تشكل في
مجموعها المادة التعليمية لهم ومن هذه المهارات ( المهارات الأكاديمية والاستقلالية
والمهنية والاقتصادية والاجتماعية ) .
وتشير الأدلة النظرية والواقعية إلي أن هناك ح دًا أدني من مستويات التفاعل
الاجتماعي التي ينبغي أن تتوفر لكل شخص ، فإذا  حرم منها يصبح أقرب إلي الشعور
بالوحدة النفسية و يتهدد توافقه النفسي ، و أن انخفاض مهارات الكفاءة الاجتماعية يؤدي
إلي فشل الحياة الاجتماعية وتكرار الضغوط ، وفشل العلاقات المتبادلة بين الأشخ اص (
(١٦٥ ، دانييل جولمان ، ٢٠.