الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص بالنظر لجوهر المفارقات نجد أنها ساهمت بشكل كبير فى تطور Paradoxes بالنظر لجوهر المفارقات المعرفة البشرية منذ أقدم الأزمنة حتى اليوم ، من حيث أنها تمثل لحظات موت أفكار قديمة وتفتح آفاق جديدة .والمفارقة معروفة منذ الفلسفة اليونانية ، ربما كانت أولى المفارقات هى تلك التى وضعها الرياضى اليونانى ( زينون الإيلى ) ٤٣٠ ق.م ) عن الحركة ، لدحض القول بالكثرة -٤٩٠ ) Zeno of Elea والحركة، وقد ساهمت مفارقات ( زينون) العقلية فى تحديد سياق مسيرة العلم فمنذ أن وضعها ( زينون) وحتى وقتنا الراهن لا تزال ردود الفعل تتوالى ضد هذه المفارقات أو الحجج العقلية ، ولم تزل تأثيراتها الإبستمولوجية تتسع لتشمل مختلف المجالات العلمية كالمنطق والرياضيات والعلوم الطبيعية لتؤكد بغموضها وتناقضها على حدود المعرفة الانسانية ونسبيتها فى صراعها الديالكتيكى حيث أن كل امتداد أو تطوير لأى علم من علومنا يفتح آفاقا ، Dialectical واسعة من المتناقضات أو الافكار والرؤي والنظريات المتناقضة مما يدفعنا إلى محاولة استكشاف طرق جديدة للبحث العلمى تمتد بنا إلى المجهول والغائب الذى سيغدوا معلوما وحاضرا ، لكنها بدورها تثير العديد من التناقضات والتساؤلات الجديدة ، والتى يمكن اعتبارها الأساس الفكرى الذى اعتمدت عليه المفارقة بدورها الإبستمولوجى فى تشكيل العقل العلمى الحديث. وبعد ، تسعى هذه الدراسة إلى البحث فى الأسس الإبستمولوجية للمفارقات من خلال محاولات بناء وإعادة بناء المعرفة العلمية فى مجالاتها المختلفة وعبر العصور المختلفة كأحد تجليات المفارقة بدورها الإبستمولوجى فى تشكيل العقل العلمى الحديث من خلال مناقشةفرضين أساسيين يمكن صياغتهما فى التساؤلين الآتيين : أولا :إلى أى مدى ساهمت المفارقة فى تطور المعرفة العلمية ، وكيف أصبحت المفارقات بغموضها وتأثيراتها الواسعة أساسا لبناءات فلسفية وعلمية شكلت معها جوهر التطور المنطقى - الرياضى والفيزيائى؟ . ثانيا: هل استطاع الفلاسفة والعلماء أن يضعوا حدا لغموض المفارقة، وأن يجدوا حلا للعديد من التساؤلات والتناقضات التى أثارتها المفارقة أم أن هذا الغموض يمكن النظر إليه على أنه السمةالمميزة ، والأساس الفكرى الذى شكل معه الجوانب المختلفة لتطور المعرفة العلمية؟. |