الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الوجود الإنسانى فى الغالب مهدد بالعديد من الأمراض الفكرية التى خلفت وراءها بصمات أثرت فى الإنسان بإعتباره جزء من نسيج هذا الوجود ؛ فيجب على الإنسان أن ينهض فى معالجة هذه الأمراض مثلما فعل ذلك العديد من المفكرين فلاسفة ، ومتصوفين ، ومنهم الدجوى ، فقد أكد الدجوى بأن الدين الإسلامى هو الذى يدعو إلى التحلى بالفضائل على العكس مما نجده من فقدان للمعايير ، وهامشية القيم ، كما يدعو ديننا إلى الرحمة ، والتسامح ، والمحبة ، وتوحيد الخالق ـ عز وجل ـ ، وتقديسه عن صفات المخلوقات . كما جاء بإصلاح ما فى النفوس ، ومداواتها من جميع أدوائها حتى تكون منابع خيرات تفيض على هذا المجتمع الإنسانى ، حتى يرقى بها العمران . فالأمراض النفسية والإجتماعية التى أصابت العديد من الناس ناجمة عن خضوع الإنسان لمسايرة الآخر دون روية فى الفكر والتحقق من الأمر ، هذا ما أوضحه الدجوى من خلال العديد من الظواهر كظاهرة الرجعية الفكرية التى تنبثق من خلال التقليد المبهم بحجة الانفتاح على العالم مما أدى بدوره إلى إنحلال القيم ، وهذا كله ناتج عن عدم وجود المحبة بين الناس ، والصدق فى التعامل ، فإن ذلك لن يحدث إلا بصدق الإيمان فى التقرب إلى الله ـ عز وجل ـ بأفضل ما لدينا من صالح الأعمال ، فقد صرح الدجوى أن هذه الظواهر وتلك الأفكار حدثت بسبب التشتت الفكرى ، والإنغلاق فى ظل الوهم والتقليد الأعمى ، هذا كله بالنسبة للتصوف الإسلامى عند الدجوى . أما عن نطاق علم الكلام عند الدجوى فنجد أيضاً وجوداً لهذه الأمراض فى العديد من الأفكار والقضايا كقضية التوحيد ، والبعث ، والقضاء والقدر . فهذه الموضوعات قد أكد كثير من المفكرين على أنها غير قابلة للنقاش ، بينما وُجِد البحث فيها من قِبل العديد من المفكرين . فيوضح الدجوى أنه لولا عدم وجود الإيمان القوى واليقين الصادق لله ـ عز وجل ـ ما وصل الإنسان إلى التدنى فى أفكاره ولا وصل إلى التشكك فى هذه الأمور . فهذه الأفكار وتلك القضايا يجب معالجتها بالرجوع إلى الدين أولاً بما أمر به الله تعالى ثم بالتعقل الفكرى والممارسات الفعلية على أرض الواقع ، وعلى الرغم من عجز الإنسان عن إدراك الحقيقة بأكملها إلا أن قدرة الله تعالى أكبر من أى ترتيب منطقى . وفى ظل ذلك فالإنسان مطالب من داخله ، وخارجه أن يستعمل عقله كما يستعمل جوارحه ، فالعقل هو العين التى يبصر بها الإنسان وجوه الأهداف ، والغايات التى يحرك نحوها إرادته ، ويعمل لها كل قواه . فالإيمان الصادق والتفكر هو طوق النجاة بالنسبة للإنسان من الأمراض التى تتفاقم واحدة تلو الأخرى والتى تلتهم كل ما يقابلها من ضعف ، وعجز على مواجهتها . فأكد الدجـوى على أخذ الحمية من هذه الأمراض ؛ لأن تعاليم ديننا قد جاءت بأعظم المدنيات وأفضل المعاملات عوضاً عن تفشى الآفات الفكرية وسيادتها فى المجتمع . ولأن التصوف و علم الكلام لهما جوانب متعددة تتصل بالعقيدة والأخلاق ، والسلوك فقد اخترت دراسة موضوع ” الآراء الصوفية والكلامية عند يوسف الدجوى ” لعرض العديد من القضايا التى تمس المجتمع الإنسانى من خلال ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية ، ومناقشة الجدل القائم حول هذه الموضوعات من خلال الدجوى والعديد من مفكرى الإسلام متكلمين وفلاسفة . وربط هذه الموضوعات بالعديد من الجوانب الروحية والتربوية والحياتية . وقد جاء البحث فى بابين يسبقهما مقدمة ويتلوهما خاتمة ، وثبت واف بالمصادر والمراجع التى اطلع عليها الباحث ، وفهرس الموضوعات وملخص الرسالة بالعربية والإنجليزية . أما عن المقدمة : فقد تضمنت موضوع البحث ودوافع إختيار الموضوع والمنهج المتبع فى الدراسة ، والدراسات السابقة مع مجمل خطة البحث . ثم جاء بعد ذلك تمهيد بعنوان : ” ملامح حياة الدجوى الفكرية ” تضمن حياته ونشأته الفكرية . أما بالنسبة للباب الأول : ” الحياة الروحية عند الدجوى ” ، وقد قسمت هذا الباب إلى ثلاثة فصول وهى :ـ الفصل الأول : التصوف والأخلاق عند الدجوى . الفصل الثانى : فلسفة المحبة عند الدجوى . الفصل الثالث : موقف الدجوى من التوسل . الباب الثانى : ” أهم القضايا الكلامية عند الدجوى ” ، وقد قسمته إلى ثلاثة فصول وهى :ـ الفصل الأول : التوحيد عند الدجوى . الفصل الثانى : القضاء والقدر . الفصل الثالث : قضية البعث . وتجدر بنا الإشارة أخيراً إلى أن هذه الموضوعات وتلك القضايا يجب توجيهها نحو الخُطى الصحيحة من أجل مجتمع أفضل بل من أجل حياة إنسانية كريمة وفاضلة |