![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لعب العالم القديم دوراً بالغ الأهمية فى بلورة حقوق الإنسان، إذ أن التنظيمات السياسية والاجتماعية والقانونية فى العالم القديم قد أثرت بطريقة مباشرة أوغير مباشرة على الأنظمة القانونية المعاصرة، وتركت لنا أفكاراً فلسفية بالغة الروعة فى مجال حقوق الإنسان، وابتدعت مصطلحات قانونية غاية فى الدقة بصدد حماية الحريات العامة وصون حقوق الإنسان، وليس أدل على ذلك من فكرة الديمقراطية التى تعد من أهم ما قدمته أثينا القديمة للإنسانية. وعلى الصعيد الدولى، أخذت حقوق الإنسان حيزاً كبيراً من الاهتمام المتزايد، حيث تطورت صورها ووسائل حمايتها، وذلك عن طريق العديد من المواثيق الدولية العالمية والإقليمية والتى يتزايد عددها يوم بعد يوم، من أجل وضع الإطار الدولى وكذلك الإقليمى للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ومثال المواثيق الدولية العالمية، الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادر فى 10 ديسمبر عام 1948، والعهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية الصادر فى 16 ديسمبر عام 1966، والعهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادر فى 16 ديسمبر عام 1966، أما المواثيق الدولية الإقليمية فمثالها الميثاق العربى لحقوق الإنسان الصادر فى 15 سبتمبر عام 1997، والميثاق الأفريقى لحقوق الإنسان والشعوب الصادر عام 1981، والإعلان الأمريكى لحقوق وواجبات الإنسان الصادر عن منظمة الدول الأمريكية عام 1948. وهنا يثور تساؤل جدير بالأهمية فى هذا المقام يتمثل فى: ما هو الدور الذى لعبته حضارات العالم القديم فى بلورة حقوق الإنسان فى الأنظمة القانونية المعاصرة؟ ذلك ما سوف نحاول الإجابة عليه فى هذه الدراسة من خلال استعراض المعالم الأساسية لحقوق الإنسان فى العالم القديم وبوجه خاص مصر الفرعونية، وبلاد ما بين النهرين، والإغريق، والرومان. |