الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل الحياتية التي يمر بها الإنسان ، حيث يكتسب خلالها أساليب التواصل المختلفة التي بها يتواصل مع الآخرين من حوله. فبالمحاكاة والتقليد تتشكل معتقداته ، ومفاهيمه ، وتكتمل ادراكاته لما يواجهه من مواقف مختلفة في المجتمع الذي يعيش فيه . لقد أنعم الله على الإنسان بنعم كثيره ، ومنها حواسه التي تعد نوافذه على العالم الخارجي ، ولكل حاسة وظيفة تقوم بها وتسهم في تشكيل أفكاره ومدركاته لما حوله ، وأي قصور في أي حاسة من هذه الحواس تؤثر على باقي قدرات الفرد وجميع جوانب شخصيته , وتعد حاسة السمع المسئولة عن توصيل الأصوات والكلام للإنسان ؛ وبالتالي مسئولة عن اكتساب الفرد للغة التخاطبية السائدة في مجتمعه ، ليتواصل ، ويتفاعل ، ويقيم علاقات مع الآخرين . فالطفل يدرك من البداية ضرورة إصدار أصوات ليجذب انتباه أمه لتلبية احتياجاته ، ومن خلال الاستماع لصوت أمه ، ومحاولاته لتكرار ، وتقليد ما سمعه ،و ما يتلقاه من تعزيز لفظي يكتسب الأصوات الكلامية ، والمهارات اللغوية المتمثلة في مدلولات ، ومعاني الألفاظ ، ونطقها في المواقف المختلفه ، ووفقاً لقواعد اللغة المتعارف عليها في المجتمع ، وبالتالي فإن أي قصور في حاسة السمع يؤثر بالسلب على جميع جوانب شخصية الفرد ، وخاصة الجانب اللغوي لديه ، وما يترتب على ذلك من مشكلات نفسيه ، واجتماعيه ، وتعليميه .وهذا ما أكده كلا من شاكر قنديل( 1995 ) ،عادل عبدالله ( 2004 ) . مما يبعث بالضرورة إلى محاولة مساعدة هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة . من خلال البرامج التدريبية ، والعلاجية للتقليل من الآثار السلبية لهذه الإعاقة. ونظراً لأن ضعيف السمع غير قادر على سماع الكلام بشكل جيد لوصول الصوت إليه مشوشاً ، أو مشوهاً لعدم كفاءة ما لديه من بقايا سمعية فإنه يعاني من مشكلات تواصليه ، واجتماعية مع الآخرين من حوله ، ولذلك فإن المشكلة اللغوية تعد من أهم المشاكل التي تتطلب علاجاً ؛ ولذلك بذلت الكثير من المحاولات لعلاج هذه المشكلة لدى ضعاف السمع ، وهدفت تللك المحاولات إلي المحافظة على البقايا السمعية ، والتدريب التخاطبى لديهم تمهيداً لاندماجهم في المجتمع بصورة طبيعية . ومن هذه المحاولات اختراع بيتر جوبرينا لطريقة اللفظ المنغم . التي تعتمد على استخدام أجهزة السوفاج ، وهي أجهزة مزوده بمرشحات ، ومكبرات للصوت ، بالإضافة إلى مذبذب عظمي ، وتعتمد على فنية الربط بين الأصوات وخصائصها ، والإيقاعات الحركية المناسبه لها والمصاحبة بالموسيقي ، وتعتمد أيضا على أن الأذن تستجيب للموسيقى في تردد قليل جداً وهو13 هيرتز ، أي أقل من التردد اللازم لسماع الكلام العادي وهو 16 هيرتز ، بالإضافة إلي الاعتماد على استخدام باقي الحواس السليمه من خلال استخدام برامج الكمبيوتر ، وبالتالي يسهل على ضعيف السمع تعلم الأصوات الكلامية ، وتصحيح الأخطاء اللغوية أيضاً ، ومن ثم يسهل علية التواصل مع من حوله . أولا: مشكلة الدراسة : بما أن اللغة أساس التواصل ، ووسيلة الإنسان الرئيسة في تنمية أفكاره ، وتجاربه ، ويكتسب بها خبراته ، و يزداد وعيه ، وإدراكه ، وقدرته على المشاركة في التقدم الفكري ، وأن العلاقة بين الإعاقة السمعية والمشكلات اللغوية علاقة طرديه ؛ حيث كلما زاد الفقد السمعي أزدادت المشكلات اللغوية والعكس صحيح ، لذلك أكدت الكثير من الدراسات على أن الإعاقة السمعية تعد من أشد الإعاقات تأثيرا على الإنسان ، كما أكدت على أهمية استغلال البقايا السمعيه وعدم إهمالها ، وهذا ما لمسته الباحثة من خلال عملها في مجال الإعاقة السمعية ، وكأخصائية تخاطب من خطورة تحول ضعيف السمع إلى أصم بعد دخوله مدارس الأمل ؛ نتيجة لإهماله لما لديه من بقايا سمعيه ، واعتماده بشكل كلي على لغة الإشارة ؛ حتى لا يكون غريبا في عالم الصم ، فهو في حيرة في تحديد طريقة التواصل هل يعتمد على سمعه وما فيه من قصور ويكون غريبا في عالم السامعين ، أم يلغي هذه البقايا السمعية ويعتمد على الإشارة لكي لا يكون غريبا أيضا ً في عالم الصم ، والكثير يفضل عالم الصم لسهولة التكيف مع هذه الفئة وتجنب الصعوبات التي تواجهه في عالم الأصوات . مما يحث على ضرورة انقاذ هذه الفئة ومساعدتهم على الاستقرار النفسي والاجتماعي . ومن خلال ما سبق تتبلور مشكلة الدراسة وتنحصر في التساؤل التالي : س : هل يمكن تنمية النمو اللغوي لدى الأطفال ضعاف السمع من خلا ل برنامج تدريبي قائم على طريقة اللفظ المنغم ؟ ثانياً: أهداف الدراسة : تهدف الدراسة الحالية إلى : 1- استخدام طريقة اللفظ المنغم في تدريب الأطفال ضعاف السمع . 2- معرفة مدى فاعلية البرنامج التدريبي القائم على طريقة اللفظ المنغم في تنمية النمو اللغوي عند الأطفال ضعاف السمع . ثالثاً : المصطلحات : - البرنامج التدريبى ( القائم على طريقة اللفظ المنغم ) : هو برنامج تدريبي يعتمد على طريقة اللفظ المنغم في تحسين المفردات اللغوية لدى الأطفال ضعاف السمع ، وهي طريقة تعتمد على استخدام جهاز السوفاج الفردي ، والجماعي ، وبعض الحركات الإيقاعية ، وتقوم على ثلاثة أقسام ، وهي : التخاطب الفردي، والتخاطب الجماعي ، والإيقاع الحركي . ( Carl W. Asp , 1981 , P. 43 ) النمو اللغوي : - هو نمو في قدرة الفرد على التواصل من خلال استخدامه للرموز الملفوظة ، أو المكتوبة. ( عبد العزيز الشخص ، وعبد الغفار الدماطي ، 1992 ، 264 ) ضعاف السمع :- هم الأفراد الذين لديهم بقايا سمعيه تسمح لهم بالاستجابة للكلام المسموع ، واكتساب الكلام ، واللغة بشرط أن يقع ذلك في حدود قدراته السمعية سواء مع استخدام المعينات السمعية أو بدونها . (الباحثة) طريقة اللفظ المنغم :- طريقة تعتمد على البقايا السمعية مهما كانت ضئيلة ، وهدفها تأهيل الأطفال ضعاف السمع ودمجهم مع العاديين . ( Guberina P. , 1972, P .93 ) رابعا : العينة : تم اختيار العينة وعددها ( 5 ) أطفال من ذوي فقد سمعي يتراوح ما بين ( 56 - 70 ) ، وأعمارهم تتراوح ما بين ( 6- 8 ) سنوات ، وذوي درجة ذكاء تتراوح ما بين ( 90 -110 ) ، وتم اختيار العينة من الجمعية المصرية للصم لتوافر جميع الاحتياجات اللازمة للتدريب من قاعات تدريب فردي ، وجماعي ، وأجهزة السوفاج ، وتم تثبيت مجموعة من المتغيرات بين أفراد العينة ، وهذه المتغيرات هي : متغير السن بالشهور، ومتغير الذكاء ، ومتغيرالفقد السمع . خامساً : أدوات الدراسة : اشتملت الدراسة على عدد من الأدوات كالتالي : 1- اختبار اللغة العربي إعداد/ نهلة عبدالعزيزالرفاعي(1994). 2- اختبار الذكاء ( رسم رجل ) لجودانف هاريس 3- برنامج النمو اللغوي ( قائم على طريقة اللفظ المنغم ) إعداد الباحثة . سادسا : الأساليب الإحصائية المستخدمة : استعانت الباحثة بالأساليب الإحصائية الآتية : Mann Whitney Test1- اختبار مان ويتني : 2- معامل الإرتباط لبيرسون : Pearson 3- اختبار ( ت ) t. test : سابعا : نتائج الدراسة : توصلت الدراسة الحالية إلى النتائج التالية : 1- استجابة الأطفال ضعاف السمع من سن(6 -8 ) سنوات , وعند درجة فقد سمعي (56 - 70 ) ، و درجة ذكاء تتراوح ما بين ( 90 –110 ) ، استجابة جيدة لتدريبات برنامج اللفظ المنغم وهذا يبين كفاءة هذا البرنامج مع ضعاف السمع . 2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد العينة في القياس القبلي و البعدي لصالح القياس البعدي . 3- البرنامج التدريبي لانتاج النطق والكلام بطريقة اللفظ المنغم حقق تطورا ونموا ملحوظا في القدرة على انتاج النطق والكلام لدى الأطفال ضعاف السمع . 4- زيادة حجم الحصيلة اللغوية وتصحيح الأخطاء النطقية . 5- تنمية القدرة على استخدام اللغة في المواقف المختلفة بصورة طبيعية . 6- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في النمو اللغوي بين القياس البعدي والقياس التتبعي لصالح القياس التتبعي وذلك باستمرار فاعليـة برنامج اللفظ المنغم بعد انتهاء تدريباته. |