الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص وجدت الازمات مع وجود الانسان على الارض وجاء حدوثهامواكبا لتلك الانشطة المختلفة التى مارسها علي ذلك الكوكب ،و بعض هذه الأزمات – إن لم يكن كلها – يشكل خط اً ر بالغًا علي حياة الإنسان و ممتلكاته ، هذا علي مستوي الفرد ، أما علي مستوي الدولة فقد تؤدي الأزمات إلي حدوث آثار واضحة ، فالأزمات تحدث في كل زمان و في كل مكان ، حدثت في الأزمنة القديمة و تحدث في العصر الحديث ، تقع في الدول المتقدمة ،و تقع في البلدان المتخلفة و النامية علي حدٍ سواء ، فهي إلي جانب زيادة أعبائها و مسئولياتها قد تؤدي إلي إحداث تغيير جذري في الأوضاع الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية بما يهدد كيانها أو يعرضها لتبعات تخرج عن نطاق تحملها و حدود إمكانياتها؛ لذلك أصبح موضوع الأزمات بشتي أنواعها من أبرز الموضوعات التي يهتم بها الباحثون ، خاصة بعد أن تنوعت الأزمات ،و ازدادت مخاطرها و أصبحت كل الدول بلا استثناء عرضةً لأن تكون مسرحًا لوقوع . ( نوعًا منها ( ١ فالأزمات أصبحت جزءً لا يتج أ ز من نسيج الحياة المعاصرة ، كما أن وقوع الأزمات قد أصبح من حقائق الحياة اليومية و أصبح إسم كل أزمة يقترن بنوع خاص من أنواع الأزمات علي مستوي العالم ،و قد شاع مصطلح الأزمة علي الألسنة و ما من أحدٍ إلا و له مع الأزمة ذكريات ربما علي المستوي الشخصي أو العائلي ،و قد يتجاوز النطاق الشخصي إلي النطاق الوظيفي ،و إذا خرجنا من هذه الدائرة فإننا بصدد أزمات علي المستوي القومي و أيضًا علي المستوي العالمي. لقد أصبح العالم وحدة اجتماعية متقاربة متكاثفة الت ا ربط سياسيًا و اقتصاديًا و إداريًا و ثقافيًا و اجتماعيًا ، بحيث لم يعد هناك كيان إداري مهما قل حجمه و صغرت أج ا زؤه و عناصره بمنأي عن تأثي ا رت الأحداث داخل هذا العالم ،و أي أزمة تحدث فيه تشكل بتأثي ا رتها المختلفة عوامل ضغط علي جميع الكيانات الإدارية ،و إن كانت تختلف بدرجات شدتها و قوتها من مكان لآخر ، فإن ما يجري في أي جزء من هذا العالم يهم الأج ا زء الأخري و يعنيها تمامًا . و عليه فإن الأزمات تأخذ بخناق الجميع ،و تطرق كافة الأبواب ،و تقع في توقيت لا يختاره المتأثرون بالأزمة ،و من هنا تبدو أهمية ذلك الموضوع ألا وهو المعالجة الصحفية و الإدارة الصحفية للأزمات . ( موضوع الساعة و كل ساعة ( ٢ إن عالم الأزمات جزء منا ، كما أننا جزء منه ، إن اعت ا رفنا بوجود أزمة يتطلب أن نكون أكثر حضو اً ر في وعينا و في فكرنا و في إ ا ردتنا ، حتي نؤثر في مجرياتها ،و نتجنب مخاطرها ، بل و الاستفادة من إيجابياتها ، إن الأزمات تمثل معالم طريق عبرت خلاله الإنسانية و شيدت حضارتها ، فلم تكن الأزمات كلها ش اً ر مستطي اً ر ، بل كانت بواعث لنهضة علمية و فكرية أثرت علي المعارف الإنسانية و ساعدت علي تطورها ،و يسرت لها سبل لم تكن متوافرة لديها قبل حدوث الأزمة ،و إن المتتبع لتاريخ الأزمات سوف يتبين له هذه الحقيقة بوضوح ، فأزمة الغذاء كانت دافعًا لدول العالم المتقدمة إلي استنباط سلالات غذائية عالية الإنتاج ،و إيجاد موارد غذائية لم تكن مستغلة لديها من قبل ،و أزمة الطاقة كانت دافعًا . ( لإيجاد اخت ا رعات أقل استهلاكًا للطاقة و أكثر إنتاجًا و إيجاد مصادر بديلة فعالة لها ( ٣ و لعل الحديث عن استخدام المنهج العلمي كأسلوب للتعامل مع الأزمات أصبح أكثر من ضروري و أكثر من حتمي ، ليس فقط لما يحققه من نتائج إيجابية في التعامل مع الأزمات ، و لكن أيضًا لأن |