![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد زهيراً بن أبى سلمى واحداً من أبرز هؤلاء الشعراء، فقد أجمع الرواة، والنقاد، والأدباء على أنه أحد الثلاثة المتقدمين على سائر شعراء الجاهلية وهم: امرؤ القيس، وزهير، والنابغة، وكما يقول عنه د. طه حسين في كتابه في الأدب الجاهلي”: (أنه لم يتصل الشعر في أهل بيت من العرب مثلما اتصل في بيت زهير، فكان أبوه شاعراً، وكان زوج أمه أوس بن حجر شاعراً فحلاً وكان خاله بشامة بن العدير الغطفاني شاعراً جليلاً، وكانت أختاه سلمى والخنساء شاعرتين، وكان ابناه كعب وبجير شاعرين وحفيده عقبة بن كعب شاعراً، وكان ابن عقبة هذا واسمه العوام شاعراً أيضاً). ولقد عاش زهير في أخريات العصر الجاهلي الذي كان خلاصة نهضة أدبية كبرى بلغت أوج ازدهارها في ذلك العصر، فكان زهير- بما تأثر به من تلك النهضة- مظهراً من مظاهرها وصورة من صورها. وتتجلى أهمية شعر زهير بوصفها وثائق تاريخية وفنية لاستقراء بعض صور الحياة الجاهلية وطبيعتها، كما تتجلى في الصورة التي يقدمها لنا من الاهتمام بالشعر وتنقيحه، وتقديمه في أفضل صورة في لفظه، وقالبه، وصيغه، فقد كان يصنع قصائده الطوال في حول كامل وعُرف هو ومدرسته (بعبيد الشعر). |