الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 278 |  |  |
| | | from | 278 | | |
المستخلص
تعتبر جزيرة صقلية نقطة لقاء ثانية بين الشرق والغرب، ومعبرا آخر امتزجت فيه الحضارة الإسلامية بالحضارة الأوربية، وذلك بفضل موقعها الجغرافي بين ساحل إيطاليا الجنوبي الذي لا يفصلها عنه سوى مضيق مسيني شمالا، وبين الساحل التونسي القريب منها جنوبا. لهذا كانت صقلية حلقة اتصال سياسي وحضاري بين إفريقيا وأوربا.
لذا تحاول هذه الدراسة أن تشارك بشكل أكاديمي في دراسة ظاهرة التأثير والتأثر في صقلية في الفترة التي حكم فيها المسلمون ثم النورمان صقلية وهي الفترة الممتدة على مدى أربعة قرون ونصف، ثم وضعها في إطار تنظيري لما يعرف بنظرية الذاكرة المعرفية وهي فكرة وضعها العالم ريتشارد داوكنز والذي يعرف الذاكرة المعرفية لدى الشعوب بأنها أشبه بالجينات الوراثية أسماها (memetics) التي تنقل من جيل إلى آخر ومن شعب إلى آخر من خلال الاتصال المعرفي. وقد راجت هذه الفكرة خلال السنوات الأخيرة .
وهي دراسة تتناول الاتصال ومفهومه وارتباطاته الموضوعية، والاتصال العلمي ونظرياته، ونظرية الذاكرة المعرفية في الأنموذج الصقلي والموقع الجغرافي لصقلية وأثره في انتقال العلوم والمعارف والنشاط الثقافي الصقلي في مختلف العلوم مقسما على مراحل نظرية الجين المعرفي، وامتدادات نظرية الذاكرة الخارجية ، من خلال أربع مراحل هي: الانتقال، والترميز، والتمازج، والنموذج .
وكذلك رصد ظاهرة الامتداد النصي في مرحلة النموذج الصقلي لنظرية الذاكرة المعرفية في مختلف العلوم التي اشتهر بها الانتاج الفكري الصقلي ، من خلال تناول مظاهر الاتصال العلمي بين صقلية ودول الجوار من العالم الإسلامي في مجال العلوم الشرعية وتغطي تخصصات علوم القراءات والتفسير والحديث والفقه و مجال علوم اللغة العربية وتغطي تخصصات اللغة والأدب ومجال العلوم الفلسفية ويغطي علم الكلام والتصوف، والعلوم الاجتماعية ويغطي التاريخ والجغرافية، والعلوم التطبيقية ويغطي علم النبات والطب والهندسة ثم التحليل والدراسة للإنتاج الفكري الصقلي، وكذلك تحليل ظواهر حركة الاتصال العلمي بين العلماء الصقليين وعلماء دول الجوار.