الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من المعروف أن الأحوال الاقتصادية ذات صلة وثيقة بالشئون السياسية والاجتماعية, والعقائدية, وتعد الاقتصاديات هى العامل الأول المؤثر فى التاريخ الإنسانى, ذلك لأن المطالب المادية لأفراد المجتمع هى الأساس البعيد الذى تقوم عليه النظم الإقتصادية, وأن الأخيرة هى التى تكيف الأوضاع السياسية, والاجتماعية, والقانونية للمجتمع. من هنا حازت الدراسات الاقتصادية قدراً كبيراً من اهتمام الباحثين فى حقل الآثار والفنون. هذا ويلمس الدارسون للآثار والفنون قلة ما دون عن صنج السكة الإسلامية بوجه عام, وعن صنج السكة فى العصر الفاطمى بوجه خاص, ولعل هذا يرجع إلى اهتمام الدارسين بالسكة وغضهم الطرف عن أهمية دراسة الصنج الخاصة بها. ولقد قمت فى هذا البحث بدراسة الصنج الزجاجية فى العصر الفاطمى بمصر لما لهذه الدراسة من أهمية تتلخص فى النقاط الآتية : تعد صنج السكة من أهم الوثائق الأثرية التى يعتمد عليها الدارسون الآثار فى سد فراغات جداول الأسرات الحاكمة, حيث تشير الكتابات المنقوشة على هذه الصنج الى أسماء وألقاب الخلفاء التى صنعت فى عهدهم, هذا فضلا عما نقش عليها من أسماء عمال الخراج, وأصحاب الشرطة, وأحيانا أخرى ينقش عليها أسماء الولاة, الأمر الذى يجعل من هذه الصنج وثائق أثرية يصعب الطعن فى صحتها. تميزت الصنج الفاطمية عن الصنج الأموية, والعباسية بظهور العبارات التى تشير إلى العقيدة الشيعية مثل ”على ولى الله”, حيث كانت رغبة الفاطمين فى نشر مذهبهم الشيعى هى السبب الرئيسى الذى دفعهم إلى نقش هذه العبارة الشيعية على صنجهم. إن دراسة الصنج الزجاجية ومطابقة أوزانها بأوزان العملات الخاصة بها تكشف عن مهارة الصناع العاملين بدار العيار, وقدرتهم الفائقة على صب صنج زجاجية لاتحتمل زيادة أو نقصاً فى وزنها. |