الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد امتدت حياة شاعرنا أبى الحسن على بن محمد التهامى ما بين النصف الثانى من القرن الرابع الهجرى وأوائل القرن الخامس (ت416هـ), وقد رافقه الشعر فى معظم سنى حياته, وشهد شاعرنا فترة من أخصب مراحل الشعر العربى, وقرا, وتأثر بكل توجهاته. وقد تابعت فى الفصل الأول عصره وحياته, وانتهيت إلى أن شاعرنا كان نموذجا صادقا للتأثر بعصره وبيئته الزمانية والمكانية, بما فيها من الظروف السياسية والإجتماعية والحياة الفكرية والأدبية, حيث عاش ما فى العصر من اضطراب وفساد سياسى, وشارك فى أحداثه, وظهر لنا إخفاقه فيما أمل من طموحات وأهداف, تلك التى أودت بحياته - القائمة على التنقل والترحال - فى سجن خزانة دار البنود بالقاهرة. وقد جاء مديحه - الذى يشكل أكثر من ثلثى الديوان - صدى لهذه الحياة بكل أبعادها. وتابعت فى الفصل الثانى البناء الفنى فى شعر التهامى, وانتهيت إلى أن شاعرنا قد جاء شعره خاضعا للطريقة السردية التقليدية فى تقديم موضوعاته, واستهل مدائحه - غالبا - بالغزل, ثم أخذ يعدد محامد الممدوح ومآثره, مترسما فى ذلك أساليب القدماء, وإن كان أحيانا يدخل فى الموضوع مباشرة دون تمهيد. وتظهر عبقريته بوضوح فى القصائد التى أملتها العاطفة مثل قصائده فى الرثاء. كما ناقشت فى الفصل الثالث الصورة فى شعره, وقد ظهر للباحث مدى التزام الشاعر بالنهج القديم فى تشكيل صوره وصدوره فى ذلك عن طبيعة العصر, وكيفية معالجته للتشبيه والاستعارة والكناية, فقد توسل بمثل هذه الأنماط البلاغية فى تشكيل صوره التى يقصدها ليصل إلى ما يريد من معان, وأجاد فى معظم تشبيهاته بما يتفق ومقاييس العصر الإ أنه قد وقع فى بعض المبالغات, وظهور أكثر من تشبيه مبتذل. ومما لو حظ انتشار وكثرة هذه التشيبهات عن غيرها من الألوان البلاغية الأخرى, كما أجاد فى معالجته للاستعارة, فلم يقدمها فى أجزاء متباعدة منفصلة بل فى أطراف وحدود متداخلة الدلالات تضمها علاقة التفاعل والانسجام داخل السياق, كما استطاع التهامى عن طريق الكناية التعبير عما يريد التعبير عنه معتمدا على ما توفره له من إيحاءات وإشارات ورموز. |