الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن دراسة فلسفة الفارابى الطبيعية والآلهية والوقوف على آرائه فيهما لم يكن ميسورا دون التعمق فى فلسفته ككل، وفهم مرامى ألفاظه وعباراته، بل والتطرق إلى تصنيفه للعلوم للوقوف على مكانة العلم الطبيعى والآلهى فى مذهبه الفلسفى وكذلك معرفة موضوعهما ومنهجهما. ولذلك تناولنا منهج الفارابى موضحا خصائصه وسماته وخاصة فى الفلسفة الطبيعية والفلسفة الآلهية. وعلى الرغم من إهتمام الفارابى بالعقل وإعتماده الطريق البرهانى ووثوقه به، ورغم نقده للمقدمات الغير يقينية، إلا أنه لم يستخدم الطريق البرهانى العقلى أو المقدمات اليقينية التى تصل إلى مستوى البرهان فى كل قضاياه الطبيعية والميتافيزيقية، بل أن الفارابى وهو الحريص على التمييز بين الطريق الجدلى الكلامى، والطريق الفلسفى البرهانى قد وقع فيما كان يخشاه وأستخدم مقدمات جدلية فى بعض قضاياه الطبيعية والآلهية. إعتبر الفارابى أن العلم الطبيعى ليس سوى مرحلة منهجية نحو العلم الآلهى ومنهجه من خلال تصنيفه للعلوم، إلا أنه فى نظرته للعلوم الطبيعية وصلتها بالعلم الآلهى لم يتحرر من تلك النظرة الأرسطية التى تذهب إلى أن الصنائع الجزئية لا تبين أسباب الأمور، وإنما تبينها الفلسفة الأولى. |