Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تأثير مورفولوجية مجري نهر النيل علي النقل النهري بين أسوان والقناطر الخيرية /
المؤلف
حشيش ، محمود عبد المنعم الحسيني.
الموضوع
النقل النهري. نهر النيل.
تاريخ النشر
2009.
عدد الصفحات
275ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 293

from 293

المستخلص

تناولت الدراسة تأثير مورفولوجية مجري نهر النيل بين أسوان والقناطر الخيرية ، وذلك من وجهة النظر الجغرافية ،وإيمانا بدور الجغرافيا في دراسة النقل النهري وتأثير مورفولوجية مجري نهر النيل عليه ، وذلك باعتبار النقل النهري من الدعائم التي يرتكز عليها التطور الاجتماعي والاقتصادي ، حيث تقوم شبكة النقل النهري بتحقيق الترابط والتكامل بين المراكز العمرانية والسكانية المختلفة ، وسرعة وكفاءة وتطور وسائل نقل الأفراد والسلع والبضائع المختلفة من مناطق الإنتاج والخدمات وإليها ، ويعكس مدي التطور في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع .
ومما سبق يبرز دور النقل واعتباره ضرورة من ضرورات الحياة في العصور الحديثة ،ولا يحدث الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع إلا بتخطيط وسائل النقل المتقدمة ووجود شبكة جيدة من الطرق ، وتناولت الدراسة الربط بين مورفولوجية مجري نهر النيل وتأثيرها علي عمليات النقل النهري ، ودراسة أسطول النقل ووحداته ، وأهوسته، وحركة نقل المواد بين المحافظات المختلفة ، لكي يمكن التعرف علي المشاكل وأوجه القصور في عملية النقل النهري ، وإبراز ما يمكن أن تقدمه الجغرافيا لبيان أسباب ذلك ، واقتراح
أفضل السبل والوسائل لحل تلك المشاكل .
وعلي الرغم من أهمية النقل النهري في مصر ، إلا أنه يمثل المرتبة الأخيرة بين وسائل النقل الأخرى في مجال نقل البضائع والركاب ، حيث لم يحظ بأكثر من 1.4%من إجمالي حركة نقل البضائع بوسائل النقل المختلفة عام 2005 ، ويرجع ذلك إلي أن الطرق الملاحية ليست حقا خالصا للملاحة النهرية ، فهي تخدم أغراضا أخري متعددة ،فقد أنشئت في المقام الأول لخدمة أغراض الري والزراعة ،وتوليد الكهرباء ، واستخدامها في تزويد المدن بحاجتها من مياه الشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى .
وتتحكم وزارة الري والموارد المائية في تصرفات هذه المجاري المائية طبقا للسياسة المائية ، والتي تقوم علي أساس احتياجات الزراعة والاستخدامات المنزلية ، وتوفير عمق كاف لأغراض الملاحة النهرية كحد أدني لهذه التصرفات ، علي أنه في حالات كثيرة يكون هناك تعارض بين المتطلبات للأغراض المختلفة ،فأغراض الري لا تسمح بزيادة عمق المياه في هذه المجاري المائية ، خوفا من الرشح إلي الأراضي المجاورة ، بينما الأغراض الملاحية تتطلب أكبر عمق ممكن حتى تزداد كفاءة الوحدات النهرية من الناحية الاقتصادية .
والبحث بصورته الحالية يضم ستة فصول ، تسبقها مقدمة ، وتتبعها خاتمة .
واختص الفصل الأول بدراسة الخصائص المورفولوجية لمجري نهر النيل بين أسوان والقناطر الخيرية ، حيث تعرض نهر النيل إلى العديد من التغيرات المورفولوجية طول تاريخه، والتي ما زالت مستمرة حتى الوقت الحاضر. ويمثل بناء السد العالي أحد أهم التدخلات البشرية التي أثرت على مورفولوجية المجرى، حيث أدى بناء السد العالي إلى محاولة النهر الدائمة إلى الوصول إلى حالة الاتزان، ويرجع السبب الرئيسي لذلك إلى انعدام الحمولة العالقة بالمياه سنويا، حيث يترسب نحو 98% من جملة الحمولة العالقة خلف السد العالي.
ويقسم المجرى إلى أربعة أحباس، تمثلت في: حبس أسوان – إسنا وحبس إسنا – نجع حمادي وحبس نجع حمادي – أسيوط وحبس أسيوط – القناطر الخيرية. بلغ طول مجرى نهر النيل عام 1936 نحو 965كيلو مترا، وزاد الطول بنحو 17 كيلو مترا ليصل عام 2005 إلى نحو982 كيلو مترا.
يؤثر انخفاض تصرفات المياه لمجرى النيل خلف السد العالي على التغيرات المورفولوجية، سواء في طول المجرى المائي أم اتساع المجرى. ففي حين زاد طول المجرى ، تناقص متوسط اتساع المجرى بين أسوان والقناطر الخيرية من 721مترا عام 1963 إلى 663مترا عام 2005 ،بفارق وصل إلى 58مترا. وبالمثل تناقص الاتساع في الثنيات النهرية.
وتناول الفصل الثاني خصائص الجزر النيلية لمجري النيل بين أسوان والقناطر الخيرية ، واتضح أنه يوجد في مجرى نهر النيل فيما بين أسوان – القناطر الخيرية والذي يبلغ طوله982 كيلو متراً، نحو 356 جزيرة نيلية رسوبية، يتراوح حجمها بين الجزر الصغيرة الحديثة وبين الجزر الكبيرة القديمة النشأة، ويبلغ معدل تزاحم الجزر في منطقة الدراسة جزيرة لكل 2.76 كيلو متر.
يمثل حبس أسيوط – القناطر الخيرية النسبة السائدة من الجزر في جميع فترات الدراسة منذ أوائل القرن التاسع عشر وحتى نهاية القرن العشرين، حيث بلغ متوسط عدد الجزر بها نحو50% من أعداد الجزر النهرية ومساحتها. فيما تمثل باقي الأحباس النصف الآخر من العدد والمساحة،ويرجع السبب إلي طول حبس أسيوط – القناطر الخيرية وكذلك ضعف التيار واتجاه النهر إلى عملية الإرساب والذي ينتج عنه الجزر سواء جزر لا تغمر بالماء أم تغمر جزئيا أم تغمر كليا.
ويتأكد التوازن الديناميكي في مجرى نهر النيل من خلال متابعة تطور عدد وتوزيع الجزر ومساحتها على طول المجرى، وذلك في الفترة من أوائل القرن التاسع عشر وحتى أواخر القرن العشرين ( قبل وبعد إقامة السد العالي). ويرجع الاختلاف الديناميكي للجزر إلى اختلاف نظام النهر الهيدروليكي، وينتج هذا الاختلاف من أعمال الضبط وتوزيع المياه وكذلك الفيضانات.
علي حين درس الفصل الثالث الطريق النهري والمراسي النهرية والأهوسة الملاحية واتضح أنه : يتميز الطريق النهري في منطقة الدراسة بين أسوان والقناطر الخيرية، بانحداره المعتدل وخلوه تقريبا من العقبات الملاحية التي تعطل الملاحة، باستثناء بعض العقبات الطبيعية وبعض الأهوسة الملاحية. ويوجد على طول المجرى الملاحي هنا ثلاثة أهوسة ملاحية، بالإضافة إلى 24 كوبري. يتباين الغاطس الملاحي المسموح به للملاحة طبقا لتصريفات المياه خلف السد العالي، وذلك خلال شهور السنة المختلفة، حيث يتراوح بين 1.10 متراً، و 1.80 متراً، ويؤدي إلى تحديد حجم الوحدات النهرية المارة.
تمثل المراسي النهرية أحد أهم العناصر في نظام النقل النهري، وتجهيز المراسي النهرية على طول المجرى يجب أن يتبعه تزويد المراسى بإنشاءات متعددة تخدم عملية النقل وحركة السفن وعملية الشحن والتفريغ وتجهيزات المستودعات والمخازن لذلك.
وعالج الفصل الرابع الأسطول النهري وعمالته واتضح أنه : يبلغ إجمالي عدد الوحدات النهرية العاملة في عام 2005 أكثر من 5500 وحدة نهرية، على اختلاف أنواعها سواء وحدات ركاب أم وحدات نقل بضائع مفردة أم وحدات نقل بضائع مزدوجة أم جرارات للوحدات أم وحدات سياحية أم غيرها.تنتشر ترسانات وورش بناء وإصلاح السفن، وهي تتبع العديد من الجهات العاملة سواء كانت مملوكة للقطاع العام أم القطاع الخاص . تمثل منتجات المناجم والمحاجر أكثر السلع التي يتم تداولها بالنقل النهري، حيث أن تكاليف نقله قليلة إذا ما قورنت بوسائل النقل الأخرى، وهذه السلع ثقيلة الوزن ومنخفضة في أسعارها.
وشرح الفصل الخامس حركة النقل النهري ، واتضح من حركة النقل ما يلي :
تذبذب حجم حركة المنقول من البضائع خلال الفترة من 1996 إلى 2005، إلا أنه بصفة عامة انخفض حجم المنقول نهريا من البضائع خلال تلك الفترة من 3.2 مليون طن عام 1996، إلى 2.4 مليون طناً عام 2005، أي نسبة انخفاض نحو 24%، وشهدت حركة المنقول من البضائع بالنقل النهري، انخفاضاً أكبر خلال نفس الفترة من 1.2 مليون طن/كم في عام 1996 إلى 1 مليون طن/كم عام 2005، أي بنسبة انخفاض 14%، وخلال تلك الفترة انحصر دور النقل النهري في نقل 20 سلعة من البضائع المختلفة.
وبلغ نصيب النقل النهري نحو 1.4% من جملة حركة نقل البضائع داخل جمهورية مصر العربية، وهو ما يمثل المرتبة الثالثة بين وسائل النقل، حيث يستحوذ النقل البري على نحو 94%، والنقل بالسكك الحديدية بنحو 5% من جملة حركة البضائع المختلفة عام 2005.
وعرض الفصل السادس رؤية تخطيطية مستقبلية للنقل النهري حيث تتعدد مشاكل النقل النهري التي ترتبط بالخصائص المورفولوجية والهيدرولوجية لمجرى نهر النيل، وتشمل تعرج المجرى الملاحي وانخفاض الغاطس المسموح به ونحر وتهايل الجسور والكباري وكذلك الحواجز الرملية والجزر النيلية وتغير مناسيب المياه.تمثل كثرة التعرجات في المجاري المائية بنهر النيل، مشكلة من أهم المشاكل التي تؤثر في استخدام النقل النهري، حيث ترتبط بانخفاض نسبة الأمان بسبب اختلاف طبيعة النحت والإرساب، وترتفع تكاليف التشغيل بشكل ملموس بسبب التعرجات.
سجل مؤشر الانعطاف في منطقة الدراسة بين أسوان والقناطر الخيرية 1.29، وهو مؤشر كبير ويرجع السبب في هذا إلى وجود ثنية قنا الشهيرة، والتي أدت إلى زيادة الطول الفعلي. وتراوحت قيم الانعطاف لأحباس منطقة الدراسة بين 1.15و1.22، ما عدا حبس إسنا – نجع حمادي فكان 1.9.
وتشمل المشكلات التي ترتبط بالنقل النهري وعناصره كلاً من مشكلة الوحدات النهرية، ومشكلة الكباري والأهوسة المقامة على النهر، والمراسي النهرية،والعمالة ومشكلة عدم الأخذ بالوسائل التكنولوجية ومشكلة تلوث المياه.
واستخلص البحث من كل ما سبق وجود العديد من المشكلات والمعوقات في عملية النقل النهري بمنطقة الدراسة ، وطرق حلها من وجهه النظر الجغرافية ، وذلك في ضوء اتجاهها إلي عمليات التنمية والإسراع بمعدلاتها.