الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الدراسة اللسانية الحديثة تتجه بالأنظار إلى تحليل عناصر النص بعد أن غضت الطرف عن المناهج القديمة التي تسعى حثيثا إلى المؤلف فتعرض له ترجمة مطولة عن شتى مجالات حياته . فالكتاب هو المرمى الذي يهدف اليه البحث ومع ذلك لم يغفل دور المؤلف فألقى بعض الضوء على الجاحظ وكشف مكنونات نفسه من خلال بعض السمات الأسلوبية لديه ثم حدد القيم الجمالية في النص وكان منحى التحليل أسلوبيا أي يلتزم بالقواعد والتقنيات الخاصة بعلم الأسلوب وكذلك طرق أدائها في تناول العمل الأدبي واعتمد في ذلك على انتقاء الظواهر التي تحمل بين طياتها دلالات وقيما جمالية. فالأسلوبية على الرغم من كونها وليدة الدراسات اللغوية قد طوعت عملها لخدمة الأدب وهذا ما جعلني أختار نصا أدبيا لتحليله تحليلا لغويا يحل بعض طلسمات الظواهر الأدبية ولايتسنى ذلك إلا من خلال الأسلوبية . ليس البحث مجرد مبحث لغوي بحت من أجل هذا قدمت بقولي دراسة أسلوبية لغوية ولم أقل لغوية أسلوبية . آثرت الجاحظ على سائر الكتاب لما لديه من ثروة لغوية تستحق أكثر من دراسة وأيضا ولاغفال كثير من الباحثين الجانب التطبيقي اللغوي عنده بل اكتفوا بذكر السمات العامة لأسلوبه واخترت البخلاء لأنه كتاب قصصي أدبي فعلى الرغم من بساطته في عرض الحكايات لكنه في حاجة إلى إعمال الفكر لفهم ألفاظه وتبسيط تراكيبه لأنه يحمل معان متشعبة مترابطة تصل أحيانا إلى درجة التعقيد وهذه هي العقبة الأولى التي قابلتني في تناول الموضوع فلم تقدم المعاجم حلا وافيا شافيا لفك الرموز اللغوية فكان تحقيق الأستاذين أحمد العوامري وعلي الجارم لكتاب البخلاء من أهم السبل التي يسرت لي فهمه . |